اتفق اليمنيون، سلطة ومعارضة، على أداء صلاة الجمعة أمس تحت شعار «الوفاء»، غير أنهم اختلفوا في كلمات الشعار الباقية. واحتشد مئات الآلاف من المناوئين للنظام في شارع الستين في صنعاء، لأداء صلاة «جمعة الوفاء لأهداف الثورة» في حين احتشد مئات الآلاف، من أنصار الرئيس علي عبدالله صالح، في ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة الذين توافدوا منذ الصباح لأداء صلاة «جمعة الوفاء للوطن والقائد». وطالب المناوئون لنظام الرئيس بسرعة تشكيل مجلس انتقالي لإدارة اليمن في المرحلة المقبلة، ورددوا هتافات وشعارات مناوئة للنظام، وحضوا أميركا والاتحاد الأوروبي على عدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية، وطالبوا دول مجلس التعاون الخليجي بالتوقف عن محاولة إحياء المبادرة الخليجية التي يقولون أنها انتهت برفض الرئيس صالح التوقيع عليها للمرة الثالثة، ولجوئه لاستخدام القوة ضد المحتجين والمعتصمين سلمياً في غالبية المدن اليمنية، ونددوا بما حدث مساء الأربعاء الماضي من قبل القوات الحكومية الموالية للرئيس ومناصريه من المدنيين الذين روعوا المواطنين بإطلاق النار بكثافة عالية في سماء العاصمة ومن مختلف أنواع وأحجام الأسلحة لقرابة ساعتين، وفي شكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص برصاص وشظايا القذائف الراجعة من الهواء، وإصابة أكثر من 150 آخرين بينهم العشرات في حالة خطرة. وتكرر مشهد صلاة «جمعة الوفاء لأهداف الثورة» في غالبية المدن والمحافظات اليمنية، وأكدوا تمسكهم بتشكيل المجلس الانتقالي ورفض التدخل الخارجي الذي يعيق تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية في البلاد. في المقابل وفي ميدان السبعين، الذي أقام فيه أنصار الرئيس صالح صلاة «جمعة الوفاء للوطن والقائد»، رفع المشاركون صور صالح ورددوا هتافات تستنكر «جريمة الاعتداء الإرهابي الغاشم والجبان الذي استهدف الرئيس وكبار قيادات الدولة» في مسجد النهدين في دار الرئاسة وكل جرائم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإهدار مقدرات الشعب والوطن وتهديد الأمن الاستقرار من قبل من وصفوهم ب «عصابات أولاد الأحمر». كما أكد أنصار الرئيس أن اليمن وأمنه واستقراره بحاجة إلى حكمة وخبرة الرئيس الطويلة وإدارته السليمة خصوصاً أن الوطن «يتعرض لأصعب المؤامرات والدسائس التي تهدد الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي»، وأكدوا أن الوصول الى السلطة مكفول سلمياً للجميع عبر الاحتكام لإرادة الشعب المعبر عنها من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة التي تعكسها صناديق الاقتراع وليس عبر الفوضى والتخريب والمؤامرات والانقلابات التي تسعى إليها أحزاب «اللقاء المشترك» وبعض القوى الحاقدة على الوطن وتجربته الديموقراطية ومكتسباته. إلى ذلك، شن الطيران الحربي غارات عدة أمس على مواقع تحصينات المسلحين من تنظيم «القاعدة» في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وضواحيها في إطار العملية العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية لإخراج مسلحي التنظيم الذين يسيطرون على المدينة منذ نحو أسبوعين. وقالت مصادر محلية في أبين أن إحدى الغارات قصفت منزل القيادي في «القاعدة» نادر الشدادي، غير أن أقاربه نفوا وجوده في المنزل لحظة القصف، وقالوا أن امرأتين قتلتا في المنزل. وأشارت المصادر إلى أن طائرات أميركية من دون طيار نفذت ضربات عدة استهدفت تجمعات لعناصر «القاعدة» في زنجبار وأهدافاً في مصنع 7 أكتوبر للذخيرة العسكرية في ضواحي المدينة، بالإضافة إلى أهداف في حي الري ومنطقة المخزن. يذكر أن القوات الحكومية عززت حشودها العسكرية في محافظة أبين لخوض عملية تحرير لمدينة زنجبار وبعض المدن التي يسيطر عليها مسلحو «القاعدة»، وقالت السلطات اليمنية بأن القوات الحكومية قتلت العشرات من عناصر التنظيم بينهم قياديون فيما قُتل نحو 20 جندياً في هذه المواجهات. وفي مدينة الحبيلين في محافظة لحج (جنوب اليمن) قتل 5 جنود كانوا في نقطة تفتيش تقع في المدخل الغربي للمدينة على يد مسلحين يُعتقد بأنهم ينتمون إلى جماعات «الحراك الجنوبي» هاجموا النقطة العسكرية في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة، أعقبته اشتباكات متفرقة بين وحدات الجيش المتمركزة في المنطقة والجماعات المسلحة أسفر عن سقوط عدد من الإصابات لم يكشف الطرفان عنها.