غطت لافتات دعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في آذار (مارس) المقبل، ميادين رئيسة وشوارع فرعية وضواحي شعبية، في مقابل غياب شبه كامل لصور منافسه رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى التي انحسرت في محيط مقر حزبه في منطقة الدقي (جنوبالقاهرة)، وعلى رغم ذلك لم تغب المنافسة عن المشهد الدعائي الذي انطلق رسمياً قبل أيام ويستمر حتى 23 آذار (مارس) المقبل، إذ دخل مؤيدو السيسي في منافسة شرسة، لم تُستثن منها متاجر صغيرة لبيع الفاكهة أو اللحوم في ضواحٍ شعبية، فالكل يبايع ويدعم الرئيس على طريقته. في ضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة)، نصب متجر لأدوات تجميل ليس ذات شهرة واسعة، لافتات تعلن تأييد السيسي لفترة رئاسية جديدة، في تقليد غزا الشوارع والميادين على اختلاف الطبقات الاجتماعية. وفي ضاحية شبرا الخيمة المكتظة بالسكان لم تختلف وسائل الدعم، فما بين مصانع شهيرة بايعت الرئيس بلافتات عدة، لم ينس متجر لبيع الحلويات الشرقية بجوار موقف لسيارات الأجرة، تعليق لافتة ضخمة يعلن فيها دعمه. وفي حلوان (جنوب العاصمة) وهي منطقة صناعية شهيرة، استضافت شركة «الحديد والصلب» مؤتمراً شعبياً لدعم الرئيس، كما انتشرت لافتات دعمه بتوقيعها في شوارع الضاحية. وفيما غلبت اللافتات ذات التواقع التجارية في الضواحي الفارهة، انتشرت لافتات دعم السيسي ب «تواقيع عائلية» في محافظات الصعيد التي يحكمها نظام العائلة، أو في ضواحي القاهرة والجيزة التي يسكنونها، وعادة ما تلجأ تلك العائلات إلى تعليق لافتات الدعم أمام بناياتهم، أو في الشوارع الرئيسة في مناطقهم، بخلاف صور الرئيس التي تزين بعض نوافذهم وأعلام مصر، في مشهد تغلب عليه الكرنفالية أحياناً. ولم تغب مواقع التواصل الاجتماعي عن تلك الأجواء، إذ باتت ساحة أخرى لإعلان دعم الرئيس، ومنها نشر ناشطين صورهم وهم يرتدون قمصاناً تحمل صور السيسي، أو تعليق سائق صورته على سيارته، وأخيراً خضوعها لبرامج تعديل الصور «فوتوشوب» بجوار عبارات من الغزل والمدح. وبخلاف الجهود الشعبية ذات الإبداعات الخاصة، كثفت مجموعات «منظمة»، سواء من حملات دعم أو أحزاب سياسية أو اتحادات عمالية ورجال أعمال وبرلمانيين، جهودها، وبرزت لافتات حملة «كلنا معاك من أجل مصر» التي انتشرت منذ فترة من بينها، إذ غطت الميادين الرئيسة والطرق السريعة، كما غطت لافتات الحملة الرسمية للسيسي الشوارع مع انطلاق الدعاية الانتخابية رسمياً، وتحمل رمزه الانتخابي «النجمة». وتفوقت أيضاً حملة شبابية ذات اسم طريف «يلا سيسي» (يلا في العامية لفظ للحماسة والتشجيع) في نشر لافتات في مناطق عدة في القاهرة والجيزة، وتميزت الحملة بلافتاتها الضخمة والصور التي وظفتها فيها، إذ لم تلجأ إلى صور تقليدية يرتدي فيها الرئيس البذة الرسمية، ولكن استعانت بصوره وهو يستقل دراجة هوائية خلال ماراثون شارك فيه بصحبة شباب، وكذلك صوره مع أبناء شهداء القوات المسلحة والشرطة. من جهة أخرى، كثفت حملات دعم الرئيس مؤتمراتها على نطاق الجمهورية، ونظم ائتلاف الموالاة «دعم مصر» مؤتمراً شعبياً في المنيا، هو الأول الذي ينظمه الائتلاف لدعم السيسي. إلى ذلك، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أمس، أسماء منظمات المجتمع المدني التي ستراقب الاقتراع. وقال الناطق باسم الهيئة المستشار محمود الشريف إن الهيئة «اعتمدت 53 منظمة محلية، و9 منظمات دولية، و6 جهات أجنبية وعربية، إضافة إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لشؤون الإعاقة» (باجمالي 70).