خرج ملايين المصريين منذ الساعات الأولى من صباح أمس السبت إلى الميادين الرئيسة بالعاصمة «القاهرة» والميادين الرئيسة بالمحافظات الأخرى، لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير ولتجديد الدعم للجيش والشرطة في حربهما ضد العنف والإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان «الإرهابية» والمتشددين المؤيدين لها، منذ ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الجماعة الإرهابية. فيما، قتل 29 شخصًا في اشتباكات تخللت تظاهرات الأمس، في محافظات مصرية مختلفة، بحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الصحة أحمد كامل. وأوضح كامل أن 26 شخصا قتلوا في القاهرة وضواحيها، بينما قتل اثنان في محافظة المنيا بصعيد مصر وشخص واحد في الإسكندرية. وشارك في الاحتفالات كبار المسؤولين بالدولة والحركات الشبابية والثورية تقدمهم رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، حيث وصل إلى ميدان التحرير ظهر أمس للمشاركة في احتفالات المواطنين بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وسط إجراءات أمنية مشددة وبوابات إلكترونية على مداخل ميادين الاحتفال بالتحرير والمحافظات، فيما تواجدت المدرعات والآليات العسكرية بمحيط ميدان التحرير وقصر الاتحادية وتم إغلاق ميدان رابعة العدوية بصورة كاملة والنهضة بمحيط جامعة القاهرة، وسط تحليق طائرات الأباتشي لمراقبة الميادين ورصد المندسين، وتجمع آلاف المواطنين أمام المنصات بميدان التحرير، مرددين الهتافات المؤيدة للقوات المسلحة والشرطة والمناهضة لجماعة الإخوان الإرهابية، رافعين الأعلام المصرية، ومرددين العديد من الأغاني الوطنية، في الوقت الذي قام آخرون بعمل مسيرة تحمل علمًا ضخمًا طافت أرجاء الميدان. على صعيد متصل قدمت القيادة العامة للقوات المسلحة التهنئة لجموع الشعب المصرى وأكدت في بيان لها أمس أن روح التحدي التي كانت مصاحبة لها ارتبطت بشكل وثيق بعمق إرادة المصريين، التي تشكلت على مدار تاريخ طويل منذ آلاف السنين، والتي لا يمكن أبدا هزيمتها على أيدي جماعات الإرهاب الأسود والعنف والظلام. وقالت: إن رجال جيش مصر لن يبخلوا على أبناء وطنهم بالعرق والدم، من أجل الحفاظ على مكتسبات شعبنا العظيم التي حصل عليها على مدار ثورتين متتاليتين في أقل من ثلاث سنوات كانت القوات المسلحة شريكًا أصيلًا فيهما. واضافت ان القوات المسلحة لن تسمح لجماعة أو جهة أن تفسد على المصريين احتفالاتهم مهما كلفها ذلك من جهد أو تضحيات وتدعوهم إلى الاحتفال في ميادين مصر بعيد ثورتهم المجيدة، حتى تتحدى إرادة الشعب خفافيش الظلام، ولتصبح حشود المصريين إعلانًا للعالم بعظمتهم وقدرتهم على مواجهة الإرهاب بقوة إرادتهم الحرة. فيما أشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي خلال زيارته لميدان التحرير أمس بروح الإصرار التي دفعت جماهير الشعب المصري العظيم إلى الاحتشاد في الميادين والاحتفال بثورته، وتحدي كل ما تمارسه قوى الإرهاب من أعمال إجرامية تسعى لإرهاب هذا الشعب والتأثير على عزيمته، مؤكدًا أن نزول الجماهير بكثافة إلى الميادين هو الضمانة، كما جدد رئيس الوزراء تأكيده على أن الدولة بكل أجهزتها قوية وحريصة على حماية الوطن وقادرة على التصدي لكل المخططات الإرهابية التي تهدف إلى هدم الدولة وعرقلة سيرها على خارطة المستقبل، مشددًا أن أجهزة الدولة سوف تستخدم كل ما لديها من أدوات من أجل حماية أبناء هذا الشعب وردع الإرهابيين، وقام عدد من المتواجدين بمحيط قصر الاتحادية، بتعليق العديد من اللافتات المؤيدة للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، والمطالبة بإعلان خوضه للرئاسة، ومن بين تلك اللافتات «جبهة مؤيدي السيسي مطلب واحد رجل واحد السيسي رئيسًا لمصر»، و»نعم للاستقرار»، و»نؤيد خارطة الطريق» و»يا سيسي كمل جميلك واستجب لشعبك»، وسط توافد عدد من الباعة الجائلين، على محيط قصر الاتحادية، قاموا بنصب العديد من المقاهي الشعبية على أرصفة الشارع، وانتشر عدد كبير من باعة الأعلام والمأكولات بالحديقة الموازية لمسجد عمر بن عبدالعزيز والحدائق الأخرى. وأغلقت قوات الجيش محيط ميدان النهضة وجامعة القاهرة بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية من جميع الاتجاهات، كما وضعت العديد من الحواجز الحديدية في الاتجاه المؤدي إلى مبنى مديرية أمن الجيزة فيما تجمع العشرات من مؤيدي الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمام مبنى محافظة الجيزة بالهرم للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، قبل انطلاقهم في مسيرة إلى ميدان التحرير، والالتحام مع مسيرات قادمة من عدة أحياء بالقاهرة أبرزها شبرا ورمسيس والمعادي وحلوان وإمبابة والمهندسين، فيما انطلقت مسيرات شمال العاصمة التي تضم أحياء مدينة نصر والزيتون وعين شمس ومصر الجديدة إلى محيط القصر الرئاسي «الاتحادية».