أعلنت تركيا أمس، أنها أرسلت قوات خاصة إلى منطقة عفرين تحضيراً لبدء «معركة جديدة» ضد المقاتلين الأكراد في مناطق يسكنها مدنيون في إطار العملية التي تخوضها في شمال سورية، على رغم تبني مجلس الأمن قراراً بوقف النار في كافة أنحاء سورية. توازياً، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن قرار مجلس الأمن ينطبق أيضاً على منطقة عفرين. وأوضح مكتب ماكرون في بيان أن «رئيس الجمهورية أكد أن الهدنة الإنسانية تنطبق على كافة أنحاء سورية، بما في ذلك عفرين، ويجب على الجميع تنفيذها في كل مكان ومن دون أي تأخير لوقف دوامة العنف المستمرة التي قد تؤدي إلى انفجار إقليمي والدفع بعيداً بأي أمل في حل سياسي». وقال ماكرون لأردوغان في اتصال هاتفي إن مراقبة فرنسا لجهود الإغاثة والأسلحة الكيماوية «شاملة ودائمة». كما أبدى الرئيس الفرنسي «مخاوف شديدة» حيال «استمرار الهجمات على المدنيين والمستشفيات في الغوطة الشرقية من قبل النظام السوري». في المقابل، أكد نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن «نشر قوات خاصة يشكل جزءاً من التحضيرات لمعركة جديدة مقبلة». ورأى أن القرار الدولي «لا يؤثر على عملية عفرين». وأشارت وكالة أنباء «الأناضول» إلى دخول عدد غير محدد من قوات الشرطة والدرك الخاصة إلى المنطقة ليل الأحد– الاثنين، فيما أكدت وكالة أنباء «دوغان»، أن فرقاً من الدرك والقوات الخاصة التابعة للشرطة دخلت عفرين من منطقتين إلى الشمال الغربي منها، وأنها ستشارك في القتال وفي الحفاظ على سيطرة القوات التركية على القرى التي انتزعتها». وأفاد بوزداغ بأن المعارك استمرت في القرى والأرياف بعيداً عن وسط مدينة عفرين. وقال في مقابلة مع قناة «إن تي في» إن «القتال سينتقل إلى مناطق حيث يوجد مدنيون فيما تضيق منطقة القتال». وأوضح نائب رئيس الوزراء أن لدى القوات الخاصة في بلاده خبرة في القتال في الأحياء السكنية «من دون إيذاء المدنيين». وكان الرئيس أردوغان أكد قبل أيام أن بلاده ستحاصر مدينة عفرين «في غضون أيام». إلى ذلك، أعلن الجيش التركي تحييده 2059 «إرهابياً» منذ انطلاق العملية العسكرية شمال سورية، مشيراً إلى القبض على 58 من هؤلاء «أحياء». وذكرت وسائل إعلام تركية أن الجيشين التركي و «السوري الحر» قطعاً اتصال «الإرهابيين» بمنطقة عفرين مع الحدود التركية بالكامل. وأطلقت أنقرة في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية بالتحالف مع فصائل من المعارضة السورية لقتال «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين الواقعة في محافظة حلب. وتعتبر تركيا «الوحدات» الكردية امتداداً في سورية ل «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضد تركيا منذ العام 1984.