حذّر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من أن «لبنان ينزلق نحو الهاوية»، مشيراً الى أن «الشعب اللبناني يئن من الحاجة والفقر والبطالة والكساد، وحتى الإفلاس، وآن الأوان ليخرج الشعب الصابر مطالباً بالتغيير، وعلى عقلاء اللبنانيين وليس سياسييهم فقط، أن يفكروا ملياً ماذا يصنعون قبل فوات الأوان، مع تجديد الالتزام بالطائف لا الخروج عليه، فهو الأساس». وأكد قباني في خطبة الجمعة في مسجد الأمين في وسط بيروت في حضور رئيس المجلس النيابي العراقي اسامة النجفي ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن «لبنان وطن جعلناه بأيدينا في مهب الريح، تتقاذفه انقسامات الداخل، على وقع أحداث أمنية متنقلة منذ سنوات، كما تتقاذفه انقسامات الخارج على وقع أوضاع إقليمية تتراوح بين التأزم والتفجير والتغيير»، مشيراً الى أن «لبنان متوكئ على صاعق يصعب تفكيك عناصره المتداخلة إلى حد الاستحالة على التفكيك، حتى وصل لبنان الدولة في هذه الأوضاع والمتغيرات إلى حافة الخطر الأكبر، وهو ينزلق رويداً رويداً نحو الهاوية، أما وجوده السياسي ففي غرفة العناية الفائقة يحتضر، ونخشى أن تُنزع آلات الإنعاش عنه فيفارق الحياة». ورأى قباني أن «المشكلة في لبنان لا تكمن في المعارضة ولا في الموالاة، ولا بمزايدة الفرقاء أنفسهم على بعضهم في حب الوطن، ولا المشكلة في النصوص، إنما في السلوك السياسي، لا سيما حين يصبح العقد الاجتماعي في الوطن موضع خلاف»، لافتاً الى أن «طبيعة النظام اللبناني الذي لا خلاف عليه، يجب أن تعكس قواعد العيش المشترك بين مختلف أبناء الوطن، وتقوننها في دساتير وقوانين أساسية، بخاصة في مثل الظروف التي تواجه الدولة في لبنان اليوم، وهي لا تستطيع في حدها الأدنى اليوم أن تقوم». وأكد أن «المطلوب هو إجماع لبناني، على عدم النزاع في مؤسسات الدولة تحت أي عنوان كان، والمطلوب إجماع لبناني على المحافظة على الوطن، وعلى ومصالحه الأساسية العليا، وعلى الدولة ومصالح الشعب، وأن يعنى كل مواطن بالمحافظة على سلامة وحرية وخصوصية الآخر من أبناء وطنه». وأضاف أن «المطلوب أيضاً منع الصراع على الوطن، وإلا هلك الوطن والدولة والشعب، ومتى تكرس هذا الثابت في النفوس، انبثقت عنه صيغ الحكم والتعاطي التي تحفظ المشاركة للجميع، بالتكافؤ وبالتساوي». وأشار الى أن «الامتحان العسير قادم، والأخطر إن كنتم لا تصدقون أسرع، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً».