أكد نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز أن ما قام به المعتدي على اثنين من رجال الأمن هو الجنون بكامل معانيه وخروج من ملة الإسلام، متسائلاً: «بأي حق يقوم إنسان بحمل سلاحه ويطلق النار على آدميين آخرين أياً كانوا؟ فما بالك لو كانوا من الرجال العاملين في مسؤولياتهم، وهم مسلمون مؤدون لواجباتهم؟»، مشيراً إلى أن «الجاني للأسف سعودي، وكان ضالاً وأعطي فرصة ولكنه ضلَّ مرة أخرى، وهذا الضلال لا ندري كيف نصوره، ولكنه خروج عن الشرع والمنطق، وتجرد من معاني الإنسانية». وأضاف نائب وزير الداخلية خلال رعايته حفلة تخريج الدبلومات التدريبية بكلية الملك فهد الأمنية مساء أول من أمس بمقر الكلية: «هؤلاء خوارج لا شك في ذلك، ولم يتبعوا الهدي النبوي ولا الوحي الرباني، ولا الأمر الإنساني في أي مجال من مجالاته، ونرجو الله أن يهدي الجميع إلى الصواب وطريق الصلاح، وأن يكون الجميع ممن يحبون أن يكونوا أداة بناء في هذا الوطن كل في مجاله واختصاصه». وأضاف قائلاً: «لا أريد أن أقول أو أكرر شيئاً عن مهمات الأمن، فأنا أحدكم في هذا الميدان، وكلنا زملاء في أي مكان كنا أو منصب أو جهة تكون، ونحن دائماً نعتز بزملائنا القائمين على الأمن، خصوصاً من هم على الثغور وفي أطراف البلاد، ومن هم يواجهون الكوارث ويواجهون المشكلات ليل نهار»، مشدداً على أنه «معهم قلباً وقالباً» ويحرص عليهم كل الحرص ويتابع أمورهم، «ولا يمكن لأي بلد أن يتطور أو تتحسن معيشة أبنائه إلا بالجو الآمن المستقر». بدوره، أكد المدير العام لكلية الملك فهد الأمنية اللواء الدكتور فهد الشعلان أن الكلية لم تعد ذلك الجهاز الأمني الذي يمارس تدريباً أمنياً كلاسيكياً، ولكنها أضحت بدعم المسؤولين مؤسسة أمنية علمية جامعية، تأخذ بأسباب التطور الأمني والتقني لتواكب مستجدات العصر، وتتواصل بفاعلية مع منظومة المجتمع. مشيراً إلى أن الضرورة تحتم الاهتمام أكثر بما يعرف بالأدلة الرقمية الجنائية التي أصبحت تشكّل هاجساً لدى معظم الأجهزة الأمنية في العالم، والكلية اهتمت بهذا المجال الفني الدقيق، فصدرت موافقة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف على إنشاء معمل للأدلة الرقمية الجنائية الذي سيتم تدشينه بعد ثلاثة أشهر، كما تم استحداث دبلوم للأدلة الرقمية لمدة عام دراسي الذي تم اختتامه مساء أول من أمس. وأضاف أن «الكلية وهي تتخذ من التقنية خياراً استراتيجياً إنما تواكب توجهات وخطط وزارة الداخلية ومشروعها الاستراتيجي، الذي ظهرت بوادر نجاحه في أكثر من قطاع»، لافتاً إلى أن الكلية وقّعت أخيراً ست مذكرات تفاهم مع جامعات أجنبية رائدة، ولديها تسعة مشاريع تطويرية تم اعتمادها ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين، وأنه سيتم افتتاح فرع للكلية في منطقة مكةالمكرمة للدورات على مدار العام، وأوضح أن المعهد العالي للدراسات الأمنية بالكلية بدأ هذا العام بتدشين خمسة دبلومات تم إعدادها بطريقة علمية ومنهجية، وهي تلامس حاجة فعلية لدى القطاعات الأمنية والعسكرية. وذكر مدير المعهد العالي للدراسات الأمنية اللواء الدكتور بركة الحوشان أن المعهد العالي للدراسات الأمنية شهد تحولاً كبيراً وقفزة نوعية في البرامج التي يقدمها للقطاعات المستفيدة لسد حاجاتهم التدريبية، مشيراً إلى أنه تم تدشين خمسة دبلومات متنوعة جديدة للعام الدراسي الحالي، روعي في تصميمها أن تكون في مجالات أمنية مبتكرة تراعي المستجدات العلمية، وتتوافق مع شروط ومواصفات الإطار الوطني للمؤهلات الخاصة ببرامج الدراسات العليا في مؤسسات التعليم العالي السعودي. وأضاف أن «المعهد سيسعى في برامجه للعام المقبل إلى التوسُّع في هذه البرامج بإضافة دبلومين لهذه الدبلومات هما دبلوم مكافحة جرائم التزييف والتزوير، ودبلوم الأمن الفكري والإرشاد السلوكي، ليصبح مجموع الدبلومات التي سيقدمها المعهد ثمانية دبلومات».