أبلغ وفد أميركي بارز حكومة إقليم كردستان سعي واشنطن إلى التقريب بين أربيل وبغداد ودعمها استمرار المحادثات لإنهاء الخلافات بينهما، فيما حذر نواب أكراد من انهيار قطاع التعليم في الإقليم نتيجة اتباع الحكومة العراقية سياسة «المماطلة» في دفع رواتب موظفي الإقليم. وزادت واشنطن من ضغوطها لدفع الحكومتين باتجاه تجاوز العقبات التي تعتري تطبيق التفاهمات «الأولية» لحلّ الملفات الخلافية العالقة، والأزمة التي خلفها خوض الأكراد استفاء الانفصال في أيلول (سبتمبر) الماضي، في ظل تمسك بغداد بشروطها في فرض سلطتها على منافذ ومطارات الإقليم الكردي. وأكد بيان حكومي أن «وفداً أميركياً برئاسة مساعد وزير الدفاع الأميركي روبرت كارم يرافقه وفد ديبلوماسي، بحث مع نائب رئيس حكومة الإقليم قباد طالباني في مساعي حلّ الخلافات العالقة بين أربيل وبغداد، والدعم الأميركي لإجراء حوار جاد على أساس الدستور العراقي، خصوصاً في شأن رفع الحظر عن مطارات الإقليم وتأمين رواتب موظفيه». وشدد على أن «الوفد الزائر أبدى ارتياحه للمحادثات الجارية وأكد دعمه استمرارها، وأن يكون للإقليم دور في حاضر ومستقبل العراق، إضافة إلى تسوية مشاكله الداخلية». وشدد طالباني على استعداد أربيل ل «توسيع» المفاوضات مع بغداد. وفي اجتماع منفصل مع وزير داخلية الإقليم وزير «البيشمركة» بالوكالة كريم سنجاري، أكد الوفد الأميركي مواصلة بلاده مساعيها إلى التقريب بين أربيل وبغداد، ودعم قوات «البيشمركة» مالياً وعسكرياً، في حين أفادت وزارة «البيشمركة» بأن «واشنطن خصصت 365 مليون دولار تصرف قريباً على شكل دفعات شهرية لتدريب 36 ألف مقاتل من القوات الكردية ضمن 14 لواء». وتتزامن الوساطة الأميركية مع عودة «تدريجية» للعلاقات الكردية- الإيرانية التي كانت تدهورت عقب الاستفاء، مع دخول طهران كطرف مؤثر لحلّ الأزمة، لارتباطها بعلاقات وثيقة مع حكومة بغداد. وأكد ديبلوماسيون إيرانيون في الإقليم أخيراً، دور بلادهم في إنهاء الخلافات. وخلال مؤتمر موسع عقدته الممثليات الديبلوماسية الإيرانية في مدينة السليمانية، أشاد قباد طالباني ب «دور إيران في بناء العراق عموماً والإقليم خصوصاً»، مؤكد أنها «كانت داعماً دائماً لشعب كردستان في الظروف العصيبة». وأشار إلى أن «حكومة الإقليم تواصل خطواتها الإصلاحية، وتسعى إلى تأمين إيرادات بديلة عن النفط، وأنها تحتاج إلى جهود إيران في تطوير قطاعي الصناعة والزراعة، وكذلك أن تساهم في حل الأزمة مع بغداد»، مؤكداً أن «أبوابنا مفتوحة للحوار». وكشف القنصل الإيراني في أربيل مرتضى عبادي أن «المؤتمر تناول الجهود المبذولة لاعتراف بغداد بمنافذ غير رسمية للإقليم مع إيران». ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن عبادي دعوته الحكومة العراقية إلى «النظر بإيجابية إلى أهمية المنافذ الحدودية في تقوية اقتصاد الأسر القاطنة عند حدود الطرفين». في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء اجتماع رؤساء 27 دولة أوروبية في بروكسيل، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الإسراع في رفع الحظر عن مطارات الإقليم وصرف مستحقاته المالية. وأضاف: «نأمل بحل كل الإشكالات بين الحكومتين قبل موعد الانتخابات المقررة في أيار (مايو) المقبل». وحذر نائب رئيس كتلة «التغيير» في البرلمان الاتحادي أمين بكر في بيان «من ضياع مستقبل أجيال كاملة في الإقليم نتيجة إضراب المعلمين والمدرسين احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم». وقال: «لقد مرّ أشهر على إغلاق المدارس أبوابها، ما ينعكس سلباً على مكانة العراق التربوية والعلمية أمام دول العالم». وأشار إلى أن «وعود العبادي ما زالت مجرد كلام، في حين ينبغي إبعاد رواتب قطاعي التربية والصحة الحيويين عن المناكفات السياسية».