خطفت كأس العالم التي ستقام في قطر بعد 8 أعوام في 2022 الأضواء من نظيرتها التي ستحتضنها البرازيل بعد 6 أيام، ويبدو أن الإثارة ستتصاعد خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما أعلن القائمون على لجنة الأخلاق التي تحقق في الاتهامات التي طاولت التصويت على مونديالي 2018 و2022، أنهم سينتهون من مرحلة التحقيق قبل 9 حزيران (يونيو) الحالي. وتوقع رئيس غرفة التحقيق في لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي مايكل غارسيا ونائبه كورنيل بوربلي أن يتم عرض التقرير على «فيفا» في غضون الشهرين المقبلين، إذ قالا: «نتوقع إنهاء مرحلة تحقيقنا قبل 9 حزيران وعرض التقرير على غرفة التحكيم التابعة للفيفا بعد نحو 6 أسابيع بعد ذلك»، أي بعد المباراة النهائية لمونديال البرازيل المقررة في 13 تموز (يوليو) المقبل. وكانت دائرة الاتهامات طاولت رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني الذي دخل ميدان «الشكوك» مجدداً، بعدما أشارت صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية إلى أن رئيس اتحاد القارة العجوز التقى في السر زميله في المكتب التنفيذي آنذاك رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام، فيما كانت الأصابع تشير في ما مضى إلى العشاء الذي حضره في الإليزيه مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكل الاتهامات تلمح إلى محاولات قام بها القطريون للتأثير في بلاتيني من أجل التصويت لمصلحة الملف القطر لاستضافة المونديال. وسرعان ما أصدر رئيس الاتحاد الأوروبي بياناً صحافياً وصف فيه الاتهامات بأنها «شائعات لا أساس لها من الصحة تهدف إلى تشويه صورته». وعلى رغم أن بيان النجم الفرنسي السابق لم يتطرق إلى مسألة ترشحه لمنصب رئاسة «فيفا»، إلا أنه لمح إلى ذلك بوصف المرحلة المقبلة بأنها: «لحظة مهمة لمستقبل كرة القدم»، قبل أن يردف في ما يشير إلى امتعاضه مما يجري من تشكيك: «لم يعد يفاجئني شيء!». وقال بلاتيني: «أجد أنه من المدهش أن محادثة مع زميل في اللجنة التنفيذية لفيفا في تلك الحقبة (أوقف بن همام مدى الحياة) قد تتحول إلى مؤامرة، بالطبع التقيت به مرات عدة في عام 2010، بما أننا كنا سوياً في اللجنة التنفيذية في فيفا منذ عام 2002 في تلك المحادثات مع ابن همام، كان موضوع النقاش الترشح لرئاسة فيفا، إذ سعى لإقناعي بالترشح لرئاسة الاتحاد الدولي في 2011». ولم يخفِ بلاتيني أنه صوت لقطر في ملف مونديال 2022 بغية انفتاح كرة القدم أمام دول جديدة، مختتماً بيانه بقوله: «أريد التذكير بأني العضو الوحيد في اللجنة التنفيذية الذي كشف عن تصويته، وهذا دليل على شفافيتي التامة، ولا أحد يملي علي ما يجب القيام به».