يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس مطلع الأسبوع المقبل زيارة رسمية إلى روسيا بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وصرح السفير الروسي في الرباط فاليري فورييف بأن القمة التي ستستضيفها موسكو ستعرض تطورات الأوضاع في شمال إفريقيا وملف الصحراء والمتغيرات الإقليمية، في إشارة إلى أزمة ليبيا، وتداعيات التهديدات الأمنية في منطقة الساحل، إضافة إلى أزمة سورية والتطورات في الشرق الأوسط. كما سيكون الوضع في أوكرانيا ضمن القضايا المطروحة. وتُعتبر زيارة العاهل المغربي المرتقبة إلى موسكو الثانية منذ اعتلائه العرش. فقد أبرم البلدان في وقت سابق اتفاقات وصِفت بأنها تميل إلى إقرار شراكة استراتيجية بين البلدين. ويتوقع أن يشارك رجال أعمال مغاربة وروس في منتدى اقتصادي يلتئم على هامش الزيارة. وتنظر روسيا إلى المغرب كمدخل لتعزيز حضورها على الساحة الإفريقية. وأبرم المغرب والاتحاد السوفياتي في ذروة الحرب الباردة التي كان نزاع الصحراء جزءاً من تداعياتها، «اتفاق القرن» الذي يشمل تصدير الفوسفات المغربي ومشتقاته إلى موسكو. وكشف السفير الروسي في الرباط أن بلاده تدعم اقتراح الحكم الذاتي وجهود الأممالمتحدة لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء. وأضاف أنه من موقعه كإنسان يصف الإقليم ب «الصحراء المغربية»، في إشارة إلى تفهمه خلفيات النزاع. والتزمت روسيا موقفاً مرناً أثناء مناقشات مجلس الأمن لتطورات الملف الصحراوي. وأفادت مصادر ديبلوماسية بأن الرباط تتوق الى تنويع شركائها، بعدما حظيت بوضع الحليف في بلدان حلف شمال الأطلسي، والشراكة المتقدمة في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. كما اهتم المغرب بالانفتاح على تنظيمات إقليمية إفريقية مثل منظومة دول غرب إفريقيا ذات البعد الاقتصادي. ودعا العاهل المغربي إلى قيام شراكة بين الاتحاد المغاربي ودول الساحل جنوب الصحراء، بهدف تطويق التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. على صعيد آخر، أجرى الملك محمد السادس اتصالاً هاتفياً مع العاهل الإسباني خوان كارلوس الذي تنازل عن العرش لنجله الأمير فيليبي. وذكر بيان رسمي أن الاتصال شمل الأمير فيليبي، حيث أشاد محمد السادس بالدور الذي اضطلع به العاهل الإسباني في عملية الانتقال السياسي والديموقراطي في بلاده و «إرساء قيم الحرية والسلم طيلة عهده» وتمنى التوفيق للأمير. ولم تتأثر علاقات الأسرتين الملكيتين في الرباطومدريد بالهزات السياسية التي شابت علاقات البلدين، فتدخل خوان كارلوس مرات عدة للحؤول دون تدهورها، على خلفيات أزمات سياسية عدة. وكان المغرب وإسبانيا أبرما اتفاق مدريد لتحقيق جلاء الجيش والإدارة الإسبانيين عن المحافظات الصحراوية عام 1975 في فترة احتضار الجنرال فرانكو. من جهة أخرى، جدد المؤتمر التاسع لحزب «التقدم والاشتراكية» زعامة أمينه العام نبيل بن عبدالله لولاية جديدة بعد انسحاب كل منافسيه، احتجاجاً على الأجواء التي سادت اختيار أعضاء اللجنة المركزية التي عهد إليها المؤتمر انتخاب القيادة الجديدة للحزب. ومدد المؤتمر أعماله ليوم رابع بسبب تزايد أعداد المرشحين إلى مهمات اللجنة المركزية.