فاجأ أحد منظمي حملة «شباب جدة إلى المجلس البلدي» معتز قطينة، حضور اللقاء التعريفي الأول للحملة المنعقد أمس (الأربعاء) في جدة، بتوجيه انتقادات صارخة لمناقشات مجلس الشورى في شأن وضع المرأة في الانتخابات، قائلاً: «تصويت الشورى على أحقية المرأة بالانتخاب ليس له أي اعتبار، ويبدو أن أعضاءه لم يجدوا ما يتحدثوا فيه فقرروا الحديث عن حق المرأة في الانتخاب». وعلل قطينة انتقاداته لمناقشات الشورى كونها أتت بعد تصريح وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب حول عدم وجود موانع تحول دون مشاركة المرأة في العملية الانتخابية. وطاولت اللقاء تساؤلات عدة تندد بعدم السماح للطلاب والطالبات المبتعثين بالتصويت في الانتخابات البلدية في بلد ابتعاثهم والذي سيسهم (وفقاً للمتسائلين) في إحداث موازنة في نوعية الناخبين وتوجهاتهم الفكرية. وطالب منظمو اللقاء من الشباب بعدم انتخاب ما عرف ب«القائمة الذهبية» أو غيرها من قوائم رجال الأعمال والاتجاه بأصواتهم نحو الشباب. وأتى اللقاء التعريفي للحملة بما هو أكثر إثارة، إذ تفوق حضور نساء على الرجال على رغم عدم أحقيتهن في التصويت أو الترشح للانتخابات البلدية التي تجري حالياً في السعودية. وتساءلت إحدى الحاضرات قائلة: «هل دعوة المرأة لحضور اللقاء يعني أنه أصبح بإمكانها التصويت في الانتخابات!؟»، فأتى الرد سريعاً من منظمي اللقاء: «للأسف، حالياً هناك قيود، ولن يحق لكنَّ التصويت إلا في الدورة الانتخابية المقبلة». وقالت إحدى السيدات التي لم يرق لها هدف الحملة إذ باغتت منظميها بتعقيب حمل صفة الحرج: «أعلن أحدكم نفسه مرشحاً، في حين أنه تصدر قائمة المبادرين إلى «حملة شباب جدة إلى المجلس البلدي»، كونوا أكثر شفافية وأعلنوا عنه كمرشح لكم»!. ورداً على اتهام المرأة، قال المنظمون: «إن توجيه الناس لإعطاء أصواتهم الانتخابية هو ممارسة تخالف «الديموقراطية»، مؤكدين أنهم لن يفعلوا كما يفعل غيرهم، إذ إنهم يسعون لكسر «الإديولوجيات» والدفع بأهالي العروس إلى التصويت للمرشح الذي ينقل مطالبهم ويسعى إلى تحقيقها على الوجه الأكمل، لافتين إلى أن استخدام المساجد والزج بها في العملية الانتخابية أمر مخالف للائحة الانتخابات، وأنه من حق الجميع الطعن في أي مرشح يعلن عن نفسه في المساجد، واصفين ذلك ب«التكتل الديني». وأكدوا أنهم يهدفون من خلال الحملات التوعوية إلى رفع نسبة المشاركين في التصويت من الناخبين المسجلين سابقاً، وهو ما يجدون أنه سيحدث انعكاساً في نوعية المرشحين الفائزين. وأبدى «شباب جدة» استياءهم من القيود القانونية على الحملات الانتخابية التي تمنع التكتلات الانتخابية والإعلانات الدعائية في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، مؤملين أن يحمل المستقبل القريب حزمة من الصلاحيات الممنوحة للمجلس البلدي أكثر من السابق، ولا تقتصر على الشؤون البلدية بل تتوسع لتشمل الصحة والتعليم وغيرها.