كشف الحكم الدولي خليل جلال عن رفضه أن يكون بديلاً للحكم الأجنبي الذي سيتولى قيادة لقاء الإياب بين الأهلي والشباب مساء السبت المقبل، ضمن بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، بسبب الإصابة التي يعاني منها هذه الأيام، وقال: «أعاني من إصابة قوية في منطقة الوتر، ويصعب عليَّ أن أقود مواجهة مهمة ومصيرية مثل مباراة الأهلي والشباب، لأنها تحتاج إلى مجهود بدني وتركيز ذهني، للتنافس القوي بين الفريقين ولأهمية المباراة، ومن هذا المنطلق قدمت اعتذاري الشديد للجنة، لأنه من المستحيل أن أغامر بإصابتي وأتحامل عليها حتى لا أظلم ضميري، وأنا أعتقد أنها شجاعة أن أعتذر قبل المباراة بوقت كافٍ أمام اللجنة حتى تتمكن من اختيار البديل المناسب لهذه المباراة، على رغم أن أي حكم يتطلع لأن يدير مثل هذه المباريات التي تظهر إمكانات الحكم». وعن رؤيته للتحكيم في هذا الموسم، قال جلال: «التحكيم في الموسم الحالي لا يختلف عن مستويات دوري زين للمحترفين، بمعنى أنه لم يكن هناك تفاوت ملحوظ، والحكام متساوون في الكفة مع الأندية، ومستوى الحكام مقنع إلى درجة كبيرة لدى المسؤولين». ورداً على سؤال حول فائدة الحكام المحليين من حضور الحكم الأجنبي، قال: «حضور الحكم الأجنبي أمر إيجابي ومهم، وهذه هي الحقيقة التي يعتقد البعض أننا كحكام مستاؤون منها، وذلك لأن معظم الدوريات العالمية الكبيرة التي تصنف على أنها في المقدمة تستقدم الحكم الأجنبي، لكن الأمر المؤسف هو حضوره بشكل كبير في المباريات غير المهمة، وتحديداً في مباريات الدوري، وهو الأمر الذي يقابله فقدان الحكم السعودي فرصته في الحصول على وضعه وتقديم نفسه في هذا المجال لاسيما من هم في بداية الطريق، والحكم السعودي يجب أن يأخذ فرصته لكي يتألق خصوصاً في المواجهات الكبيرة، صحيح أن حضور الحكم الأجنبي قلَّ وبشكل كبير هذا الموسم عن سابقه، وهذا الأمر يحسب للمسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وجهود اللجنة الرئيسية للحكام، لكنني أتمنى في الموسم المقبل أن يتضاءل حضور الحكام الأجانب لتعود الثقة من جديد للحكم السعودي». وعن مطالبات سابقة له بخصوص فتح الاحتراف للحكم السعودي، رد قائلاً: «كلمة الاحتراف في مفهومها رائعة، وأنا طالبت بأن يتم تطبيق الاحتراف في لجنة الحكام وليس فقط بالاسم، وأن تكون الحوافز مجزية سواء في الأمور المالية أم الإدارية، وأن يكون التجهيز في مستوى الاحتراف على قدر كبير من التطبيق على أرض الواقع، بمعنى أن يتناسق مفهوم الاحتراف مع المعطيات الموجودة لدينا في السعودية، ولو تم فتح المجال لاحتراف الحكام فسأتقدم للدخول كأول الحكام المحترفين، لأن طموحاتي كبيرة وليست لها حدود». وتابع جلال في حديثه متطرقاً إلى التصريحات الإعلامية بعد كل مباراة: «بالنسبة إلينا كحكام نعاني فقط من الضغوط الإعلامية، لاسيما في رد الفعل بعد المباراة، وأنا طوال مشواري كحكم أجد كل تعاون ودعم من اللاعبين من دون استثناء، ولكن أتمنى من الإعلام بوسائله كافة أن يكون داعماً قوياً للحكام، وألا يكون ذا تأثير سلبي، لاسيما على الحكام الواعدين، لأن الحكم الدولي الواثق من إمكاناته لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتأثر بشكل سريع سواء من تصريحات صحافية أم خلافه، لكنني أتمنى ألا نصل في يوم من الأيام إلى أن تكون مهنة التحكيم غير محفزة لأي شخص». وحول مدى فائدة الحضور الإعلامي في اللقاءات الشهرية للجنة مع الحكام، قال جلال: «حضور الإعلام في مثل هذه اللقاءات يعتبر أمراً إيجابياً وافتقدناه كثيراً، وما يدار خلف الكواليس في مثل هذه الاجتماعات الشهرية، وهو فرصة أمام الإعلام ليعرف معاناة الحكم كما لو كان النادي والمدرب واللاعبون، وأعتقد أن خطوة اللجنة في السماح للإعلام بحضور اللقاءات الشهرية أقل ما يمكن وصفه بأنه احترافية هدفها الشفافية والوضوح أمام الجميع، وأفضل الحكام في العالم هو من يملك إجابات في الحالات التحكيمية التي تظهر أمامه، وليس الحكم الذي يعرف القانون، ووجود الإعلاميين والصحافيين أمر إيجابي وأتمنى استمراره». ورفض جلال في ختام حديثه أن يكون يحظى بتعامل خاص من اللجنة من دون بقية زملائه الحكام، وذلك من خلال منحه المشاركة في تقويم الحالات في الاجتماع الأخير: «على رغم أنني أعتبر الأكبر سناً من بين كل زملائي الموجودين والممارسين لمهنة التحكيم الآن، لكني لا أزال أتعلم من الصغير قبل الكبير، لأن العلم لا يمكن له أن يتوقف عند حد معيّن، وأنا أشكر رئيس اللجنة عمر المهنا على أنه منحني الفرصة لأتداخل في اللقاء الشهري الأخير، وأقوم بالتعليق على بعض الحالات التحكيمية التي حدثت في بعض المباريات، وذلك لإحساسي بالشعور الذي يدور في ذهن أي حكم، ولأنني مررت بمثل هذه الظروف كثيراً سواء على المستوى المحلي أم الخارجي، وحتى في حديثي مع زملائي الموجودين في الاجتماع ذكرت لهم بالحرف الواحد أنني أستفيد منهم بشكل كبير ولو كان حكماً مستجداً».