دمشق، باريس، نيويورك، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - مع استعداد الجيش السوري لشن ما وصف ب «عملية دقيقة للغاية تشبه العملية الجراحية»، ضد «المجموعات المسلحة» التي تسيطر على مساحة واسعة من محافظة ادلب، وتحديداً في جسر الشغور ومحيطها وجبل الزاوية والطرق الموصلة بينها وصولاً إلى الطريق الدولي بين أريحا واللاذقية، خطت الدول الغربية خطوة جديدة امس في اطار ضغوطها على النظام السوري، وذلك بتقديم قرار معدل حول سورية في مجلس الامن امس، يتضمن إضافة الى إدانة دمشق بسبب الاستخدام المفرط للعنف، طلب محاسبة المسؤولين المتورطين في القمع ودخول مساعدات انسانية. واعلن الاتحاد الاوروبي اعداده جولة عقوبات اوروبية ثالثة تستهدف القطاع الاقتصادي السوري. وعن مشروع القرار أمام مجلس الامن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمام البرلمان إنه «اذا صوتت اي دولة ضد ذلك القرار أو حاولت الاعتراض عليه فان الامر متروك لضميرها»، وذلك في إشارة الى روسيا والصين اللتين تعارضان إدانة دمشق في مجلس الامن. وقال كامرون: «هناك تقارير موثوقة تشير إلى سقوط ألف قتيل واعتقال حوالى عشرة الاف، وتعرض متظاهرين مسالمين للعنف، وهذا امر غير مقبول على الاطلاق... بالطبع يجب الا نبقى صامتين ازاء هذه التجاوزات ولن نسكت عن ذلك». وقال ديبلوماسي غربي ل»الحياة» في نيويورك إن «روسيا تبدي إشارات جديدة إيجابية حول إمكان انخراطها في المداولات الجارية في شأن مشروع القرار» أمام مجلس الامن. من ناحيته، اعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان اميركا تدعم مشروع القرار الفرنسي - البريطاني، موضحا:»نحاول اقناع اعضاء اخرين في المجلس بهذا الدعم». واعتبر الناطق ان قرارا مماثلا «سيزيد الضغط على نظام (الرئيس بشار) الاسد ومن شأنه تحسين محاولة المجتمع الدولي وضع حد للقمع العنيف للشعب السوري». وتوازى ذلك مع إعلان ديبلوماسي اوروبي رفيع ان دول الاتحاد الاوروبي تعد لجولة جديدة من العقوبات تستهدف الشركات السورية. واوضح الديبلوماسي ان العقوبات الاضافية «جزء من جهود منسقة» لزيادة الضغط على السلطات السورية، و»نعكف على اعداد مجموعة ثالثة من العقوبات التي ستستهدف الشركات... (في) القطاع الاقتصادي». ميدانيا، فر الالاف من سكان جسر الشغور الى قرى سورية مجاورة والى تركيا مع اقتراب قوات تدعمها الدبابات لتنفيذ أوامر بالسيطرة على المدينة. وقال سكان أنهم يحتمون من الهجمات ويتأهبون لها بإقامة موانع ونشر سكان في مداخل المدينة ووضع اطارات جاهزة للاشعال لمنع دخول الجيش الى المدينة. وقال ناشطون وشهود لوكالة «اسوشيتدبرس» أن قرى مجاورة فتحت مساجدها وكنائسها ومدارسها لاستقبال مئات المدنيين. كما أوضح مصطفي أوسو الناشط الحقوقي ل «اسوشيتدبرس» إن شهوداً عياناً قالوا له إن آلاف الجنود السوريين يتوجهون الى ادلب، والكثير منهم من الوحدة الرابعة في الجيش. فيما قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن جسر الشغور والتي يقطنها خمسون الف شخص «باتت مقفرة». وفيما يتزايد قلق تركيا من تطورات الأوضاع في سورية، خصوصاً أن المناطق الحدودية تشهد تدفقاً للاجئين السوريين، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن «من غير المطروح» أن تقفل تركيا أبوابها في وجه اللاجئين السوريين. وكان أردوغان يتحدث بعد وصول مجموعة جديدة من مئات السوريين الذين فروا من أعمال العنف، ومعظمهم من النساء والأطفال. وأوضح أردوغان أنه يتابع «بقلق» الأحداث في سورية. وقال إن «قلقنا يتزايد... فلنأمل في أن يقوم النظام السوري بخطوات عاجلة على صعيد الإصلاحات وبطريقة تقنع المدنيين». من ناحيته دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو النظام السوري إلى إحراز «تقدم في اتجاه إصلاحات سياسية واسعة في إطار جدول زمني محدد يمكن تبريره للشعب». واعتبر أن «السوريين يأملون في انتهاء الأزمة... يجب أن تعلن دمشق عن خطة عمل» لإقناع الناس.