ميران شاه (باكستان)، لندن – يو بي آي، رويترز - قال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن هجومين صاروخين شنتهما طائرة أميركية من دون طيار، أسفرا عن مقتل 22 متشدداً على الأقل في منطقة وزيرستان الباكستانية أمس، مع تكثيف الجيش الأميركي الضغط على متشددي «القاعدة» و «طالبان» في المنطقة. وتصاعدت الهجمات على منطقة قبائل البشتون منذ إعلان مسؤولين باكستانيين عن مقتل الياس كشميري أحد المتشددين البارزين في «القاعدة» في جنوب وزيرستان يوم الجمعة الماضي. وشكك مسؤولون أميركيون في نبأ مقتل كشميري. وقتل 17 متشدداً على الأقل في هجومين صاروخين باستخدام طائرة من دون طيار في المنطقة الاثنين. وهذه الهجمات تشنها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) باستخدام طائرات من دون طيار يتم توجيهها بالتحكم عن بعد. وفي أحدث هجمات أصاب صاروخان مجمعاً للمتشددين يشبه الحصن في منطقة شوال في شمال وزيرستان على الحدود مع أفغانستان. وبعد وقت قصير، أطلق صاروخان آخران على مركبة يشتبه أنها تحمل متشددين في جنوب وزيرستان على بعد ثلاثة كيلومترات من موقع الهجوم الأول. وقال مسؤول أمني في المنطقة طالباً عدم ذكر اسمه: «قتل 18 متشدداً بينهم أجانب في الهجوم على المجمع». وأضاف أن أربعة متشددين آخرين قتلوا في الهجوم على المركبة. وقال مسؤول آخر في الاستخبارات إن المتشددين طوقوا المنطقة ولم يسمح بدخول أي شخص الى موقعي الهجومين. وتأتي سلسلة الهجمات الأخيرة بعدما أعلنت إسلام آباد وواشنطن الاتفاق على استئناف عمليات مشتركة لاستخبارات البلدين بعدما جمدت في كانون الثاني (يناير) الماضي. وشكل ذلك أول خطوة نحو إعادة بناء الثفة بين الجانبين. وركزت غالبية الهجمات بطائرات من دون طيار في العام الماضي على شمال وزيرستان. ويقول محللون إن تكثيف الهجمات في الأيام الأخيرة في جنوب وزيرستان مؤشر على ما يبدو الى أن الاستخبارات الأميركية حددت أماكن أهداف بارزة ل «القاعدة» أو «طالبان» في المنطقة. من جهة أخرى، أفادت صحيفة «ذي تايمز» الصادرة في لندن أمس، أن المسؤولين الأميركيين يدرسون سحب القوات الإضافية التي أرسلوها إلى أفغانستان والبالغ عديدها 30 ألف جندي أواخر العام المقبل، في إطار استراتيجية ستحاكيها بريطانيا بتسريع عملية سحب قواتها من هناك. وقالت الصحيفة إن موظفي البيت الأبيض يدرسون مجموعة من الخيارات لخفض القوات الأميركية في أفغانستان اعتباراً من الشهر المقبل، مع استعداد الرئيس باراك أوباما لإجراء محادثات حاسمة مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. وأضافت أن مصادر في لندن رجحت احتمال خفض عدد القوات البريطانية في جنوبأفغانستان بنحو 450 جندياً، وتسريع خطط إخراجها من هناك في حال قرر القادة العسكريون الأميركيون قيادة هذا التوجه، فيما أكد مسؤول بارز في الحكومة البريطانية أن أهم شيء الآن هو «الظهور بأننا نتخذ خطوة تخفيض قواتنا بالتنسيق مع الأميركيين». وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوث البريطاني الخاص السابق إلى أفغانستانوباكستان شيرارد كوبر كولز ساند قضية تسريع خروج القوات البريطانية من أفغانستان، وطالب مسؤولي بلاده ب «الإصرار على سحب المزيد من القوات البريطانية بسرعة أكبر من رغبة الجنرالات المترددين». ونسبت إلى كولز قوله: «إذا كنا جادين في تحقيق الاستقرار في أفغانستان، فإن من الأفضل وقف إطلاق النار هناك». وتنشر بريطانيا نحو 10 آلاف جندي في أفغانستان معظمهم في ولاية هلمند، وقُتل 371 جندياً منهم منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001.