كشفت المؤسسة العامة للري في محافظة الأحساء، عن أن البرنامج الزمني لمبادرة زراعة وتشجير مليوني شجرة في «المحافظة» هو أربع سنوات، بمعدل 500 ألف شجرة في العام، موضحةً أنها تضم ثلاثة برامج رئيسة، هي: إنشاء وتشجير غابة «جواثا»، واستزراع أنواع محلية تلائم طبيعة أجواء الواحة وتقاوم الملوحة والتصحر وزحف الرمال، إضافة إلى زراعة مرافق المؤسسة العامة للري والجهات الأخرى. وقال المدير المساعد للعمليات في «مؤسسة الري» المهندس عبدالعزيز الرشود، إن مبادرة زراعة وتشجير مليوني شجرة في الأحساء تأتي ضمن مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة لزراعة 10 ملايين شجرة، والتي تهدف إلى تنمية مُستدامة للغابات والمراعي وتأهيل وإعادة الغطاء النباتي، بما لا يرهق مخزون المياه الجوفية. وبيّن الرشود خلال اللقاء التعريفي المفتوح حول مبادرة زراعة مليوني شجرة في الأحساء، والذي نظمته لجنة التنمية الزراعية في الغرفة التجارية الصناعية في الأحساء، أن المبادرة تضم 3 برامج رئيسة، هي: إنشاء وتشجير غابة «جواثا» في متنزه الأحساء الوطني، من طريق استخدام المياه غير التقليدية وتقنيات الري الحديثة، واستزراع أنواع محلية تلائم طبيعة أجواء الواحة وتقاوم الملوحة والتصحر وزحف الرمال وكذلك زراعة جوانب الطرق السريعة وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة النقل، إضافة إلى زراعة مرافق المؤسسة العامة للري والجهات الأخرى. بدوره، أوضح المدير العام ل«زراعة الأحساء» المهندس خالد الحسيني، أن الشراكة المتميزة ستجمع أطراف المبادرة، مبيناً أنها بيئية في الأصل، لذلك تقع ضمن مسؤولية وكالة الوزارة للشؤون البيئية التي تشرف على ملف التغيرات المناخية وحماية أراضي المتنزهات والغابات والمراعي في المملكة، مشيراً إلى أنه سيتم استزراع أشجار محلية مقاومة للملوحة وتتحمل الظروف البيئية المختلفة الملائمة لواحة الأحساء، إلى جانب قلة استهلاكها للمياه، مثل: الأثل والسدر والبيرسيوس والطلح الملحي وغيرها، وهو ما يسهم في مكافحة التصحر وزيادة الغطاء النباتي والمحافظة على البيئة. من جانبه، أفاد مدير متنزه الأحساء الوطني المهندس إبراهيم اليحيى، أن المتنزه الذي تم إنشاؤه منذ 1962، أي قبل أكثر من 55 عاماً، بمسمى مشروع حجز الرمال، يقع شمال شرق واحة الأحساء، وتبلغ مساحته أكثر من 40 مليون متر مربع، منها أقل من 10 في المئة مزروعة، مبيناً أنه يهدف للحد من تدهور الغطاء النباتي والطبيعي ومقاومة التصحر وزحف الرمال، وذلك من خلال المصدات الدفاعية، من بينها المصد الدفاعي الأول (الرئيس) بطول 13 كيلومتراً وبعرض يراوح بين 250 إلى 750 متراً. وأشار إلى أن المبادرة تدعم المتنزه في تحقيق هدفه الرئيس وهو حماية الأحساء من خطر الانطمار بالرمال الزاحفة، مبيناً أن المتنزه أسهم في إنقاذ وحماية أكثر من 20 قرية كانت مهددة بالزحف الرملي، وكذلك زيادة الرقعة الزراعية والقضاء على المستنقعات التي كانت تهدد الصحة العامة، مؤكداً تركيز المتنزه على زراعة أصناف عدة من الأشجار الحرجية التي لا تستهلك المياه، مثل أشجار الأثل والسدر والكازورينا والنيم والمورينغا وغيرها، لافتاً إلى أن معدل زحف الرمال بالمتنزه يصل إلى 10 أمتار سنوياً. من ناحيته، بين مدير قسم الإرشاد المائي في المؤسسة العامة للري المهندس حسين السلمان، أن مبادرة زراعة وتشجير مليوني شجرة في الأحساء ستستخدم المياه غير التقليدية، إذ تضم مياه الصرف الزراعي ومياه الصرف المعالجة ثلاثياً وكذلك تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، مشيراً إلى أن المبادرة ستراعي زراعة أنواع محلية تلائم طبيعة أجواء الواحة وتقاوم الزحف والتصحر بما يحافظ على البيئة واستدامة الرقعة الزراعية بالواحة، لافتاً إلى أنه تم تمديد الخطوط الرئيسة وشبه الرئيسة لنقل المياه المعالجة لري الأشجار بأراضي المبادرة. من جانبه، أكد رئيس لجنة التنمية الزراعية في الغرفة المهندس صادق الرمضان في مداخلة له أن هذه المبادرة ستعمل على تعزيز مفهوم المدن الزراعية وتحقيق استدامة الزراعة في واحة الأحساء، مؤكداً حرص اللجنة ورجال الأعمال على الإسهام في مواجهة التحديات التي تواجهها، داعياً مختلف فئات المجتمع من متطوعين ومهتمين بالزراعة والتشجير إلى المشاركة في هذه المبادرة الوطنية، مشيراً إلى أن غابة جواثا يمكن أن تصبح وجهة سياحية جديدة في الأحساء والمنطقة.