أعلن رئيس غرفة جدة صالح كامل، إطلاق أول صندوق وقفي في المملكة لدعم المنشآت الصغيرة والأسر المنتجة برأسمال 100 مليون ريال، وذلك بمبادرة عدد من رجال الأعمال البارزين، مشيراً إلى توقيع 14 رجل أعمال وثيقة وقف لدعم المنشآت الصغيرة والأسر المنتجة» وتعهدوا بتقديم 63 مليون ريال لدعم الصندوق الوقفي. وقال كامل خلال أعمال «المنتدى السعودي للمسؤولية الاجتماعية للشركات»، الذي افتتحه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، في جدة،أمس، إن رجال الأعمال وكبرى الشركات السعودية تعهدت عبر تلك الوثيقة بدعم الصندوق الوقفي للمشاريع الصغيرة والأسر المنتجة، الذي أنشأته غرفة بجدة. ويشارك في المنتدى نحو 500 مشارك من المهتمين والمختصين والعاملين في مجال المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى حشد من الديبلوماسيين العرب والأجانب، ومسؤولين حكوميين وعدد من كبار مسؤولي شركات ومؤسسات القطاع العام والخاص في السعودية. وتطرق رئيس غرفة جدة في كلمته إلى الزكاة، وأكد أنها ركن من أركانه، موضحاً أن الإسلام تحدث عن المسؤولية الاجتماعية وأوجدها قبل الغرب بقرون، مشيراً إلى ان من أهم التعريفات الخاصلة بالمسؤولية الاجتماعية، هو القيام بشيء غير مفروض بموجب الأنظمة أو القوانين لإصلاح المجتمع. وتحدث عن الوقف في الحضارة الإسلامية، وقال إنه نشأ وترعرع وأقيمت به المستشفيات والجامعات ومراكز الأبحاث ودور العالم، ولم يعد هناك أوقاف جديدة لأسباب عدة، منها أن الحكومات تدخلت بشكل كبير في هذا الموضوع لتجعل الناس تحجم عن هذا الوقف. وكشف عن تمكن الغرفة من إقناع وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية بالسماح للغرف التجارية بأن تنشئ الصناديق الوقفية للأغراض المختلفة على أن تسجل في الغرف التجارية، وتدار من الواقفين والغرف التجارية، وذلك في محاولة لإعادة مجد الأوقاف. من جهته، قال رئيس اللجنة التنفيذية لمركز جدة للمسؤولية الاجتماعية، المستشار أحمد عبد العزيز الحمدان، إن المركز يدرس بجدية إمكان تأسيس الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية للشركات، والتي يمكن أن تجتمع تحت مظلتها الشركات التي تملك استراتيجيات وبرامج مسؤولية اجتماعية، وغيرها من الشركات الراغبة بتأسيس برامح ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية، بحيث تتحول هذه الشبكة إلى منصة للتفاعل وتبادل الخبرات وتقديم الإرشاد والأفكار والتجارب. وكشف عن إطلاق مشروع «تيسير» الهادف إلى تأهيل كل المباني ذات الاستخدام العام رسمية كانت أو خاصة، لتمكين كل ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية من الاستفادة من هذه المباني، وتم تحديد الدفعة الأولى منها وتتمثل في ثلاثة آلاف منشأة تم اختيارها، منها دوائر حكومية وخاصة، وتم اختيار 85 عنصراً متعاوناً لتطبيق تأهيل المباني المرشحة في الدفعة الأولى، ونود أن تكون مدينة جدة الصديقة لذوي الاحتياجات الخاصة. ولفت إلى أن المركز تبنى مشروعاً آخر يهتم بالأسر المنتجة تحت مسمى مشروع دعم الآسر المنتجة وتنمية منتجاتها وأطلق عليه اختصاراً «كلنا منتجون»، وينتمي لهذا المشروع 300 أسرة سعودية نسعى لتسويق منتجاتها عبر تأمين منافذ بيع مباشرة أو عبر عقد شراكات مع رجال أعمال. بدوره، بين الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبوزكي، أن انعقاد المنتدى السعودي للمسؤولية الاجتماعية للشركات، يعتبر خطوة طبيعية ومتوقعة في السعودية، موضحاً أنه من الظواهر اللافتة أن الفلسفة المتأصلة للتضامن الاجتماعي في السعودية ليست مقتصرة على الرؤية الحكومية، بل هي قائمة أيضاً في التكوين الاجتماعي والتربية الإسلامية لقيادات القطاع الأهلي والمجموعات العائلية، والتي يعتبر فعل الخير قائماً في تقاليدها منذ القدم. وبارك أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، الاعلان عن الوثيقة والتبرعات، مشيراً إلى أن «هذه المبادرة جاءت في وقت تشهدون بل وتعايشون فترة استثنائية من حياة المجتمع والوطن والدولة في المملكة العربية السعودية.