استقرار الأفراد من دعائم استقرار المجتمع، واستقرار الأخير من دواعي تعميق الحب والولاء لقائد الناس بكل أطيافهم، خادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو «سياسةً» يمكن أن تجعل الأمة السعودية في طلائع الأمم، والمواطن السعودي في مقدم شعوب الرفاه، الرفاه الذي لا يريده مبنياً على الاتكال والاستهلاك بقدر ما يريده متكئاً على التعلم والتحدي وبناء العقل والفكر والثقافة ومن ثم رفع الانتاج لتحقيق التنمية الواقعية البعيدة عن مظاهر وقشور الثراء والقريبة من صناعة الثراء عبر إثراء الانسان. ومرة أخرى يصدر قائد البلاد حزمة قرارات لو تعمقت في أبعادها التنموية لوجدها تصب في الاتجاه نفسه اعلاه، فهي ليست مجرد ايجاد وظائف لحل مشكلة البطالة على اهميتها الاجتماعية والسياسية، بل هي صناعة أنظمة تجعل البطالة قضية استراتيجية تجابهها الأنظمة والتشريعات بما يحقق ايجاد فرصة العمل، المبنية على فرصة تعلم، والشاهد عدم إغفال موضوع تحسين مخرجات التعليم في سياق القرارات الجميلة التي جاءت برداً ومالاً وراحةً نفسيةً على الشباب من الجنسين. وما ينتظره الملك وحكومته، ان يكون النظر الى هذه القرارات عميقاً بقدر الافكار التي تبلورت لتخرج هذه القرارات، فلا نرى التسويف من البعض، ولا نريد محاولة التفسير الشخصي لمضمونها، والأهم من وجهة نظري لا نريد من الشباب الاتكال على كونها اوامر، بل الاعتماد بعد الله وبعد دعم الحكومة على اثبات الذات، والتأكيد على استحقاق فرصة العمل المناسبة بالأجر المناسب. كثيرة هي الحزمة التي نتحدث عنها، وملامحها كثيرة وسيأتي الحديث عليها من كثيرين، ولفتني تحديد ساعات العمل في القطاع الخاص، تلك العقبة التي باعدت بين الشباب وبين العمل في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وبين العمل في قطاع التجزئة الجبار بحجمه، وعوائده، فالشركات الكبيرة والعملاقة في القطاعات كافة غالباً ما تطبق انظمة عمل جيدة فيها ساعات عمل محددة، واجازات اسبوعية واضحة، لكن الشركات الصغيرة والمحال التجارية لا تعترف بهذا النظام لأنها في الحقيقة ليست مملوكة فعليا لمن سجلت بأسمائهم. ما أتمناه ان يدخل تحت مظلة كلمة «القطاع الخاص» الواردة في قرار تحديد ساعات العمل كل ما هو منشأة تجارية غير حكومية، فتفتح امام اصحاب العزيمة والارادة والكد ممن لا يملكون تأهيلاً علمياً للالتحاق بالوظائف ابواب الرزق والكسب الحلال، ونرى فعلياً إحلال لشبابنا في «الدكاكين»، ربما في البداية كبائعين عاملين، لكن المطاف سينتهي بهم إلى مالكين ومشغلين اذا كان النظام يلزم الجميع بساعات عمل محددة تطبقها وزارة العمل ومن يجب من الجهات الأخرى بصرامة ودقة. فتح الملك الأبواب مشرعة امام توظيف من الحجم الكبير، وامام بناء اسر جديدة واستقرار اسر قائمة، وستدور العجلة الاقتصادية بشكل اسرع واكبر في دولة قيادتها قريبة من الناس لذلك هي تشعر بحبهم واخلاصهم وولائهم مباشرة من دون حواجز او قيود. [email protected]