جمع الاتحاد اللبناني الدولي لرجال الأعمال رواد أعمال لبنانيين مغتربين في 30 بلداً في العالم مع زملاء لهم من الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا يشكلون شبكة جمعيات تأسست في إيطاليا باسم «ماميا»، في المنتدى العربي الدولي الأول لرواد الأعمال الشباب ورجال الأعمال، الذي سيفتح المجال أمامهم لتمويل مشاريعهم بواسطة صناديق التنمية والمنظمات الدولية ورجال الأعمال الكبار وكذلك الأسواق في أكثر من 44 بلداً. وكان إجماع في جلسة الافتتاح التي رعاها وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على أهمية دور الشباب في صناعة القرار الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، خصوصاً في ظلّ التغييرات الحاصلة في عدد من الدول العربية وكان دورهم رئيساً فيها. وأكد رئيس الاتحاد روبير جريصاتي، أنه «يشكل اليوم اللوبي اللبناني الدولي الأول غير الطائفي وغير السياسي، ويضمّ خيرة شباب لبنان المغترب في 30 بلداً في العالم، وهدفهم تجييش كل طاقاتهم الاغترابية لإنماء لبنان اقتصادياً واجتماعياً». ووعد جريصاتي، فور اختتام أعمال المنتدى ب «تأسيس أمانة سر دائمة للشباب بالتعاون مع «يونيدو» حتى تضطلع بدور الوسيط بين رواد الأعمال من جهة، وصناديق التنمية ورجال الأعمال من جهة أخرى لفتح الأسواق أمامهم وخلق فرص تمويل دائمة لمشاريعهم». وأمل رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في البلاد العربية عدنان القصار، بأن ينجح المنتدى في «ترسيخ رؤية لتقوية الروابط بين شباب الأعمال العرب ولدفعهم إلى المشاركة في التنمية المستدامة لمجتمعاتهم ودولهم». وأكد أن «الأوضاع التي تعيشها البلاد العربية تحمل معها فرصاً استثمارية، حتى في الدول التي تعاني اضطرابات حالياً، وعليكم أن تكونوا جاهزين للاستفادة منها». وأشار إلى أن الاتحاد «أنشأ لجنة قطاعية متخصصة بقضايا الشباب والمرأة للاهتمام بتعزيز دورهم». ورأى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، أن «منطقتنا تشهد تحولات تاريخية يقودها الشباب، ولا يمكن للحلول إلاّ أن تأتي من هذه الشريحة». واعتبر أن البطالة «تهدد استقرار كل الدول وأمنها وليس فقط في منطقتنا، خصوصاً إذا كانت هذه البطالة في صفوف شباب متعلم ويمتلك طاقات إبداعية لا تجد مكاناً لاستغلالها، فتتحول إلى طاقات سلبية ترخي ظلالها على المجتمع وعلى مستقبل البلاد». وشدد شقير على أن المطلوب «تطبيق رؤية مشتركة مبنية على دراسات علمية وتنسيق بين القطاعين الخاص والعام». وأعلن رئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال) نبيل عيتاني، أن التحدي الأكبر «يكمن في كيفية استقطاب رؤوس الأموال والحفاظ عليها وتعزيز روح المبادرة ومساندة قطاع الأعمال ومجاراة اقتصاد المعرفة». وأكد أن لبنان «لا يزال يوفّر فرصاً استثمارية واعدة في مجالات كثيرة». وكشف أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى لبنان «زادت مسجلة 4.9 بليون دولار عام 2010، بعدما بلغت هذه التدفقات 4.8 بليون عام 2009، محتلاً المرتبة الرابعة بين 18 دولة عربية». وتوقع أن «يحافظ على هذا النمو هذه السنة». وحضّ رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي لتدريب وتنمية رواد الأعمال والاستثمار إبراهيم بن خليفة آل خليفة، على ضرورة «التعلم من تجارب الماضي لبناء سياسة اجتماعية اقتصادية بديلة من سياسة الرفاه الاجتماعي». وشدد على «ترشيد دور الدولة في اتجاه العمل لزيادة الإنتاجية والتخفيف من استخدام الموارد». ورأى أن إعادة توزيع الدخل الوطني سيزيد الإنتاجية، وسيؤدي إلى أن ينال الجميع حصة من الثراء». ورأى المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية كاندي يومكيلا، أن دور الشباب «أساسي في التنمية»، لذا من الضروري «إشراك الشباب في عملية النهوض الوطنية». ولفت إلى أن الشباب «يبلورون شكلاً جديداً للمنطقة، على أساس النشاط الاقتصادي وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة». وأعلن كرامي، أن «فكرة إعداد هذا المنتدى «إضافة نوعية وعملية لفكرة تجاوز الفروقات في اللغة والثقافة والاهتمامات والحاجات المحلية، فضلاً عن تجاوز فروقات العمر والتقسيم التقليدي بين الأجيال».