استوكهولم - أ ب، أ ف ب - حذر «معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام» امس، من ضعف إمكان خفض الترسانات النووية في العالم، في السنوات المقبلة. كما عزا «الربيع العربي» إلى «اضطرابات نجمت من الجوع». وفي تقريره السنوي الصادر امس، أشار المعهد إلى أن ثماني دول، هي الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل، تملك اكثر من 20500 رأس نووي بحلول نهاية العام 2010، بما في ذلك 5 آلاف جاهزة للاستخدام، أي ألفين أقل من العام 2009. وأضاف التقرير: «أكثر من خمسة آلاف سلاح نووي نُشرت، وهي جاهزة للاستخدام، وألفان منها تبقى في حال تأهب متقدمة للعمليات». ولفت إلى أن الدول الخمس المعترف بها رسمياً على أنها قوى نووية، والموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي العام 1968، وهي الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، «إما تنشر أنظمة أسلحة نووية جديدة، أو أعلنت نيتها في القيام بذلك». وعلى رغم توقيع الولاياتالمتحدةوروسيا معاهدة «ستارت» الجديدة في نيسان (أبريل) الماضي، والتي تخفّض الحد الأقصى للرؤوس الاستراتيجية النووية المنشورة، من 2200 إلى 1550 لكلّ من البلدين، اعتبر المعهد ذلك «خفضاً متواضعاً»، مرجحاً ألا تقود المعاهدة إلى «مفاوضات على المدى القريب حول تخفيضات جديدة للقوى النووية الروسية والأميركية». وقال دانيال نورد مساعد مدير المعهد: «الدول النووية تعمل على تحديث ترسانتها من الأسلحة النووية وتستثمر فيها. وبالتالي يبدو من غير المرجح أن تتم عملية نزع سلاح نووي فعلية في مستقبل منظور». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تخطط لإنفاق 92 بليون دولار على بنيتها التحتية للأسلحة النووية، في السنوات العشر المقبلة، فيما تحدّث روسيا أنظمة صواريخها الباليستية. وقدّر المعهد انه حتى العام 2010، لدى روسيا 11 ألف رأس نووي، بينها 2427 منشورة، و8500 لدى الولاياتالمتحدة بينها 2150 منشورة. أما بريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل، فتملك كلّ منها بين 80 و300 رأس نووي. وأشار المعهد إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب «تطور البرنامج النووي الإيراني». وقال نورد أن المخاطر الإيرانية «تنجم عن عواقب» برنامجها النووي، اكثر منها من قدرتها على امتلاك سلاح ذري مستقبلاً، معرباً عن خشيته من الوقت الذي «تقرر فيه إسرائيل أو الولاياتالمتحدة أن عليها التدخل» ضد هذا البرنامج. كما لفت التقرير إلى أن الهند وباكستان تواصلان إنتاج الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية، وتعملان على «زيادة قدراتهما على إنتاج المواد الانشطارية للاستخدام العسكري». وقال نورد: «انه المكان الوحيد في العالم الذي يجري فيه سباق حقيقي على السلاح النووي». وحذر من أن ما يزيد الوضع خطورة، أن باكستان تنشط فيها «أطراف غير حكومية». وتساءل التقرير: «ما الذي سيحصل إذا فقدت باكستان السيطرة على قسم من ترسانتها النووية؟». إلى ذلك، اعتبر المعهد أن بؤر التوتر في العالم خلال السنوات الماضية، نجمت في معظمها من الصراع على الموارد والثروات الطبيعية، بسبب تزايد الطلب الدولي والأزمات الناتجة من التغييرات المناخية. وقال نيل ملفين، مدير برنامج النزاعات المسلحة وإدارة النزاعات في المعهد، إن «الموارد عامل أساسي لقيام النزاعات». وشدد على دور النفط في التوتر في السودان وليبيا، قائلاً: «لدينا توقعات تفيد بأن أسعار المواد الغذائية قد تتضاعف بحلول 2020، نتيجة النقص والتغيير المناخي». وأشار إلى أن الحركات الاحتجاجية التي يشهدها العالم العربي، نتجت إلى حد بعيد «من اضطرابات ناجمة من الجوع» وكانت من فعل «أفراد ينددون بأسعار المواد الغذائية».