حذر معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام في تقريره السنوي الصادر امس من ان خطر الاسلحة النووية ما زال يهدد العالم موضحا ان التخفيضات المعلنة لهذا النوع من الاسلحة عوض عنها تحديثها وتنويع الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية. وذكر تقرير المعهد انه من اصل ما يزيد على 20500 رأس نووي تملكها ثماني دول هي الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان واسرائيل، فان «ما يزيد على خمسة الاف سلاح نووي نشرت وهي جاهزة للاستخدام ، والفان منها تبقى في حال تأهب متقدمة للعمليات». كما لفت المعهد الى ان الدول الخمس المعترف بها رسميا على انها قوى نووية والموقعة على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية عام 1968 وهي الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين «اما تنشر انظمة اسلحة نووية جديدة ، او اعلنت نيتها في القيام بذلك». وقال مساعد مدير المعهد دانيال نورد لفرانس برس ان «الدول النووية تعمل على تحديث ترسانتها من الاسلحة النووية وتستثمر فيها. وبالتالي يبدو من غير المرجح ان تتم عملية نزع سلاح نووي فعلية في مستقبل منظور» رغم معاهدة ستارت الاميركية الروسية لخفض الترسانة النووية للبلدين. ورأى التقرير ان اتفاقات ستارت الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في فبراير لن تقود على ما يبدو الى «مفاوضات على المدى القريب حول تخفيضات جديدة للقوى النووية الروسية والاميركية». مخاوف من فقدان بعض الدول لسيطرتها على ترسانتها النووية وبحسب تقديرات المعهد ، فان عدد الرؤوس النووية في يناير 2011 بلغ 11 الف رأس لدى روسيا بينها 2427 منشورة ، و8500 لدى الولاياتالمتحدة بينها 2150 منشورة. واعلنت الدبلوماسية الاميركية في مطلع يونيو ان واشنطن تملك 1800 رأس نووية منشورة وموسكو 1537 رأساً. وتنص معاهدة ستارت على تخفيض الحد الاقصى للرؤوس النووية المنشورة الى 1550 رأسا لكل من البلدين، مقابل 2200 رأس حالياً ، ما يشكل بنظر المعهد «تخفيضات متواضعة». من جهتها تراقب اسرائيل عن كثب «تطور البرنامج النووي الايراني». وقال نورد بهذا الصدد ان المخاطر الايرانية «تنجم عن عواقب» برنامجها النووي اكثر منها عن قدرتها على حيازة السلاح النووي في المستقبل. وهو يخشى الوقت الذي «تقرر فيه اسرائيل او الولاياتالمتحدة ان عليها التدخل» ضد برنامج طهران النووي. وفي مايو 2010 شدد المؤتمر التاسع لمتابعة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية على ضرورة مواصلة منع الانتشار واوصى بصورة خاصة بانشاء منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الاوسط. غير ان معهد ستوكهولم لفت الى ان الخلافات المعلنة بين الدول المشاركة في المؤتمر وتحديدا بين الدول التي تملك السلاح النووي وتلك التي لا تملك هذا السلاح «تحد من الآمال بتحقيق تقدم في تطبيق القرارات الاكثر تواضعا حتى» في النص الختامي الذي صادق عليه المؤتمر. كما لفت التقرير الى ان الهند وباكستان اللتين تعتبران مع اسرائيل قوى نووية بحكم الامر الواقع ولم توقعا على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية ، تواصلان انتاج الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية. كما يعمل البلدان المتخاصمان على «زيادة قدراتهما على انتاج المواد الانشطارية للاستخدام العسكري». وقال نورد «انه المكان الوحيد في العالم الذي يجري فيه سباق حقيقي على السلاح النووي». وحذر من ان ما يزيد الوضع خطورة ان باكستان تنشط فيها «اطراف غير حكومية». وتساءل التقرير «ما الذي سيحصل ان فقدت باكستان السيطرة على قسم من ترسانتها النووية» في اشارة الى مخاطر الارهاب الدولي. واخيرا ذكر المعهد انه «من المعروف ان كوريا الشمالية انتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع عدد ضئيل من الرؤوس النووية» غير انه لا يمكن التثبت مما اذا كانت تملك فعليا اسلحة نووية. ومعهد ستوكهولم لابحاث السلام معهد دولي مستقل تموله الدولة السويدية بمستوى 50% ومقره في ستوكهولم وهو متخصص في النزاعات والاسلحة ومراقبة الاسلحة ونزع الاسلحة.