تعهد مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني الفريق صلاح عبدالله الملقّب ب «قوش» بتجفيف منابع التطرف والإرهاب، راهناً الإفراج عن بقية المعارضين المعتقلين بتحسن سلوك أحزابهم، بينما اعتبرت المعارضة الخطوة محاولةً لتقسيمها. وأفرج جهاز الأمن عن 80 معتقلاً، في مقدمهم قياديون في حزب الأمة المعارض وكوادر نسائية وطلاب، كما أطلق أمس، مساعدَي رئيس الحزب إبراهيم الأمين ومحمد عبدالله الدومة وآخرين، بينما لا يزال زعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب وعشرات من كوادره، إضافة إلى رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدفير قيد الاعتقال. وقال مدير الأمن الجديد إن «الجهاز سيكون عوناً للأصدقاء والأشقاء لتحقيق السلام والاستقرار بالإقليم، وسيعمل على تجفيف منابع التطرف والإرهاب». وزاد: «لن نسمح لكائن من كان مهما كانت توجهاته الثقافية والدينية ليكون أداة لزعزعة أمن الآخرين». وأشار إلى أن الجهاز مستمر في التواصل مع دول الجوار والإقليم لتحقيق الأمن والسلام. وأوضح أن «التواصل معهم مبني على حسن التعامل والبحث عن المشتركات، لأن أمننا من أمنهم واستقرارنا من استقرارهم». وأعرب «قوش» عن أمله بأن يساهم الاستقرار السياسي في تحقيق الأمن، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية في العام 2020 وتحقيق تداول سلمي للسلطة. ورحبت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء دول الاتحاد المقيمون في السودان بإطلاق بعض السجناء السياسيين، وطالبوا الخرطوم بالإفراج فوراً عن المحتجزين السياسيين الباقين ورفع حال الطوارئ عن بعض الولايات. ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيان، حكومة السودان إلى «رفع حالة الطوارئ التي أُعلنت في ولايات اتحادية عدة في الأشهر الأخيرة وضمان حرية الصحافة وحرية التجمع من أجل التظاهر السلمي». ورأى رئيس تحالف المعارضة «قوى الإجماع الوطني» فاروق أبو عيسى، أن «إطلاق السلطات الأمنية بعض المعتقلين والاحتفاظ بآخرين، تمييز القصد منه تقسيم المعارضة». وقال أبو عيسى إن إطلاق البعض «مسلك انتهازي المقصود منه تقسيم المعارضة». وأضاف مخاطباً النظام الحاكم: «نحن ما عدنا قابلين للانقسام، موحدون في رفضكم وضرورة الخلاص منكم. لماذا هذا التمييز؟ أعلنتم عن إطلاق سراح كل السجناء، لم تقولوا بعضاً ولم تميزوا، الآن تميزون هذا الحزب عن ذاك وهذا مقصدكم، ولكن هذه الترهات لم تعد تنطلي علينا ونحن نرفضها». في شأن آخر، عيّن الرئيس السوداني عمر البشير، مدير جهاز الأمن والاستخبارات السابق الفريق محمد عطا المولى سفيراً في وزارة الخارجية، ويُرجح تعيينه سفيراً في واشنطن بعد رفع التمثيل الديبلوماسي بين الولاياتالمتحدة والسودان. وكان البشير أقال في 11 شباط (فبراير) الجاري، عطا من رئاسة جهاز الأمن على نحو مفاجئ، وأعاد الفريق صلاح «قوش» مديراً للجهاز بعد أن أقاله في العام 2009.