ردت جامعة الدول العربية بحدة على مداخلة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر ميونخ للأمن، تعليقاً على كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وقالت إن انفعال الوزير التركي يعكس استعلاءً ليس غريباً على «العثمانية الجديدة». وعبر الناطق باسم الأمين العام للجامعة الوزير المفوض محمود عفيفي في بيان أمس، عن دهشته إزاء رد الفعل «العصبي وغير المبرر» من جانب وزير الخارجية التركي على مداخلة أبو الغيط أمس أمام مؤتمر «ميونخ للأمن» خلال الجلسة المخصصة لمناقشة الوضع في المنطقة. وقال عفيفي إن «أبو الغيط كان انتقد التدخل التركي في الأراضي السورية، كما انتقد التدخلات الإقليمية والدولية الأخرى التي أتت على حساب الشعب السوري، غير أن جاويش أوغلو عقّب على كلام الأمين العام بصورة انطوت على انفعال غير مبرر، منتقداً ما طرحه أبو الغيط في شأن ضرورة صياغة ترتيبات إقليمية جديدة تكون نواتها عربية». وأضاف أن «المداخلة الانفعالية للوزير التركي تعكس نوعاً من المزايدة، وتنطوي على استعلاء ليس غريباً على تيار العثمانية الجديدة الذي نعرف جميعاً ما يكنه للعالم العربي من مشاعر». وشدد على أن الأمين العام للجامعة يرفض أي تدخل في الأراضي العربية تحت أي ذريعة، ولا يمكن أن تضفي الجامعة الشرعية على مثل هذه التدخلات المرفوضة والخارجة عن الشرعية الدولية. وأكد أن كلام جاويش أوغلو عن القضية الفلسطينية «لا يعكس سوى الرغبة في المزايدة والاستعراض، فضلاً عن الغمز من المواقف العربية، والشعوب العربية لم تعد تنطلي عليها هذه البهلوانية السياسية». وكان جاويش أوغلو رد على أبو الغيط بعد انتقاده التدخل التركي في سورية، قائلاً: «أيها الأمين العام نحن هناك في سورية لمكافحة منظمة إرهابية، ونستخدم حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا. أتمنى أن تكون منظومتكم قوية بالدرجة الكافية لمنع قائد إحدى الدول الأعضاء في جامعتكم من قتل ما لا يقل عن نصف مليون نسمة، أو منعه من استخدام الأسلحة الكيماوية. نتمنى أن يتذكر نظام جامعتكم العربية الدول الأخرى في سورية الموجودة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش».