أكّد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده ستركز اهتمامها خلال العام الحالي على التوصل إلى حل سياسي في سورية، معرباً عن اعتقاده بأنّ عام 2018 «سيحمل معه خطوات إيجابية كثيرة». في المقابل، بدت المعارضة السورية أقل تفاؤلاً من أنقرة، فيما دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الأطراف كافة إلى «تقديم تنازلات». وأشار أوغلو في تصريحات إلى ممثلي وسائل الإعلام التركية في أنقرة أمس، إلى «النتائج الإيجابية للجهود التي بذلتها تركيا خلال العام الماضي، سواء على الصعيد الإنساني أو وقف الاشتباكات عبر إنشاء مناطق خفض التوتر» في سورية. وعلى رغم أنه أقرّ بحصول «بعض الخروق» في مناطق خفض التوتر التي أقرتها محادثات آستانة في أيار (مايو) الماضي، أوضح وزير الخارجية أن «حالات القتل والقصف تراجعت إلى حد كبير في العام الماضي، مقارنةً بعام 2016»، على رغم المعارك العنيفة التي تشهدها الغوطة الشرقيةلدمشق وإدلب حالياً وهي مناطق تقع ضمن إطار خفض التوتر. وشدد على «إيلاء اهتمام أكبر للحل السياسي هذا العام»، مضيفاً: «سنعمل على إعادة تفعيل محادثات آستانة ومفاوضات جنيف ومؤتمر سوتشي، في شكل نستطيع من خلالها التوصل إلى نتائج إيجابية». ومن المقرّر أن يستضيف منتجع سوتشي نهاية الشهر الجاري مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي تعمل موسكووأنقرة وطهران على التحضير له. وأكد الوزير التركي أهمية إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في سورية خلال المرحلة المقبلة، مبيناً أنّ «أنقرة بدأت منذ الآن التشاور مع الأطراف الدولية وخصوصاً الاتحاد الأوروبي، في شان إعادة إعمار سورية». في المقابل، لا تبدو المعارضة السورية متفائلةً جداً بتحقيق نتائج في مسار العملية السياسية، في وقت واصلت «الهيئة العليا للمفاوضات» زياراتها العربية والدولية للتوصل إلى «حل يرضي الشعب السوري». وطالب رئيس الهيئة نصر الحريري الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالاضطلاع بدور أكبر في دعم المسار السياسي في سورية خلال لقاء وفد الهيئة به في القاهرة، فيما قال الناطق باسم الأمين العام للجامعة محمود عفيفي، إن أبو الغيط اكد استعداد الجامعة الكامل للقيام بأي دور يخدم مصلحة الشعب السوري. وشدد أبو الغيط خلال اللقاء على دعم الجامعة العربية للمسار الذي تقوده الأممالمتحدة في جنيف، مؤكداً ضرورة تحمل جميع الأطراف مسؤولياتهم الوطنية من أجل إخراج سورية من الأزمة الطاحنة التي ألمت بها، مشيراً إلى أن الجميع مدعوون لتقديم تنازلات صعبة من أجل مستقبل الشعب السوري الذي تعرض إلى معاناة تفوق الوصف في السنوات الأخيرة. كما أشار بيان عن الجامعة العربية إلى أن أبو الغيط استمع من الحريري إلى تقييم شامل في شأن جولة جنيف الثامنة من المفاوضات التي عُقدت خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي وأسباب فشلها في الوصول إلى حلول وسط بين النظام والمعارضة. ونوه أبو الغيط برؤية المعارضة ونجاحها في تشكيل وفد موحد، وكذلك بإدراكها مصلحة الشعب السوري ومعرفتها بعدم وجود بديل حقيقي للمسار السياسي. وكان وفد الهيئة التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. إلى ذلك، وفي تعليق على مطالبة أبو الغيط الأطراف السورية بتقديم تنازلات، أكد الناطق باسم الوفد التفاوضي يحيى العريضي في تصريحات صحافية أن الهيئة العليا ملتزمة بيان الرياض في شكل واضح «لأنه يحتوي على المرونة الكاملة لتحقيق مطالب الشعب السوري وأهدافه». وأضاف أن «القضية السورية أكبر من تقديم تنازلات، فالقضية منظومة استبداد دمرت البلد ويجب إزالتها، لأنها تؤثر في السلام والأمن العالميين». وكان العريضي اتهم أول من أمس (الثلثاء) روسيا بمحاولة فرض حل سياسي في سورية من خلال استخدامها الأداة العسكرية. ولفت تعليقاً على التصعيد العسكري قرب دمشق إلى أن «الحل العسكري أثبت فشله على رغم تدخل الميليشيات الإيرانية وحزب الله، وروسيا التي تقول إعلامياً أنها تريد حلل سياسياً». وقال إن النظام مستمر ب «منهجية الإجرام وما يهمه فقط هو الإبقاء على عصابته».