قد لا نستطيع تفسير الحالة التي أصابت رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، الذي كانت تطلعاته كبيرة في التربع على عرش «الفيفا»، من دون أن تكون هناك حسابات جديدة غير تلك التي خاضها على المستوى الآسيوي، لتكون المفاجأة علينا كمتابعين هو صدور قرار لجنة الأخلاق التابعة ل «الفيفا» بإيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ورئيس اتحاد «الكونكاكاف» الترينيدادي جاك وارنر موقتاً بتهمة الغش، في حين برأت بلاتر من أي تهمة، لتكون تلك كافية لابن همام بالانسحاب من أمام السويسري جوزيف بلاتر، ليفسح له المجال لإعادة انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لولاية رابعة، فقد كان الانسحاب متوقعاً بعد فضيحة الرشوة التي طاولته بعد إخفاقه في الحسابات التي كان مفروضاً أن يتنبه لها وهو يواجه رئيس «الفيفا». ويهمنا من هذا الموضوع ما قاله بلاتر بعد فوزه بالولاية الرابعة من أن ملف قطر الذي حامت حوله الشكوك بمنأى عن أي تلاعب ألصق بالقطري ابن همام. ويقول بلاتر: «إن الفيفا لن يقوم بإجراء أي تحقيق بشأن ملف قطر 2022 لعدم وجود أدلة بهذا الشأن، وذلك على رغم الادعاءات التي ساقتها صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، وقيام لجنة تحقيق بريطانية برلمانية بهذا الأمر»، إذاً ماذا يحوم حول ابن همام الآن مادام أن موضوع ملف قطر لا تشوبه شائبة؟ وأضاف: «كما أن اللجنة التنفيذية سعيدة أيضاً لأنها لم تتلقَّ أي إثباتات من صحيفة «صنداي تايمز» بشأن أعضاء آخرين في اللجنة التنفيذية. الملف القطري فارغ من أي تهمة، ولن يتم المساس بكأس العالم 2022». واعتبر بلاتر أن الفضائح الأخيرة التي شهدها «الفيفا» ألحقت أذى كبيراً بهذه المؤسسة وشوّهت سمعتها، رافضاً أن يصف الأمر بالأزمة. وقال: «الفضائح التي شهدناها في الفترة الأخيرة ألحقت أذى كبيراً بالفيفا». وتابع: «لكن ليس هناك أزمة، كل ما في الأمر وجود بعض الصعوبات، هناك وضعية صعبة وسيتم عقد مؤتمر الفيفا الأربعاء، وإذا أرادت عائلة الفيفا أن تلمع صورة الاتحاد الدولي من جديد فإنها تستطيع أن تفعل ذلك معي». الآن المسألة تتخذ الكثير من الجوانب، وعلى بلاتر أن يعيش أسوأ فترات حياته، فالمسألة مرتبطة بالفساد الذي بدأ يحوم حول أعلى سلطة رياضية كروية في العالم، إنها تلامس الواقع في مخيلة كل متابع، بل إن تلك الشكوك حامت كثيراً حول «الفيفا» بعد أن وصلت كوريا الجنوبية إلى رابع العالم في مونديال 2002، لكنها كانت أصوات لا تملك أي دليل على أن هناك تلاعباً ما يدور في الخفاء لمصلحة كوريا الجنوبية، اليوم يحاول السويسري بلاتر الاستنجاد ببعض المؤثرين في «الفيفا» لطي هذه الصفحة المؤلمة، ليتم اتهام القطري محمد بن همام ولو بطريقة غير مباشرة ويتم إيقافه ثم إجباره على الانسحاب، ثم التأكيد على عدم وجود دليل على أي شائبة حول الملف القطري وقبله الروسي، إذاً ما هو الذي في جعبة ابن همام؟ وحتى مسألة تبرئته بعد انسحابه ماذا سيكون وقعها على من كان يراهن على هذا الرجل؟ هذه الإمبراطورية الكروية أصبحت محل تنُّدر المتابعين من أن تفشِّي الفساد والغش يغطي جناباتها، وأن هناك الكثير من قراراتها المستقبلة سيكتنفها الغموض، ومن أن كرة القدم ستصبح مرتعاً للفساد، وهذا ما يقلقنا. [email protected]