كابول – أ ف ب، رويترز - أعلنت مصادر باكستانية امس، أن هناك «مؤشرات قوية» إلى مقتل الياس كشميري، احد ابرز القادة العسكريين لتنظيم «القاعدة»، وذلك في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار في بلدة لامان بإقليمجنوب وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان. وسيشكل ذلك، في حال تأكيده، أكبر ضربة توجه إلى الجماعات المسلحة في مناطق القبائل، منذ مقتل الزعيم السابق لحركة «طالبان باكستان» بيعة الله محسود في غارة أميركية بإقليمجنوب وزيرستان قبل نحو سنتين، ويحقق انتصاراً معنوياً جديداً للولايات المتحدة بعدما نجحت قواتها في تصفية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان مطلع أيار (مايو) الماضي. في المقابل، بثت «القاعدة» شريط فيديو جديداً دعت فيه المسلمين الذين يعيشون في الغرب إلى «الجهاد في ارض العدو»، مع التشديد على ضرورة « استهداف شخصيات عامة مؤثرة في وسائل الإعلام والحكومات والاقتصادات». في غضون ذلك، تميزت الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى أفغانستان أمس، قبل أن يترك منصبه، بتأكيده أن الضغط العسكري على «طالبان» يؤدي إلى اتاحة «فرص حقيقية» لإجراء مفاوضات سلام مع قادة المتمردين في هذا البلد. لكنه رفض تغيير الاستراتيجية الحربية الأميركية حتى نهاية السنة على الأقل، مؤكداً أن النجاح العسكري «يبقى الخيار الوحيد، على رغم الكلفة العالية وتقلص التأييد الشعبي». وأوضح مسؤول عسكري باكستاني بارز أن «المؤشرات القوية» إلى مقتل كشميري تستند إلى «مشاهدته في بلدة لامان خلال الأيام الماضية بعدما انتقل إليها من منطقة أوراكزاي القبلية المجاورة، وتأكيد قرويين أن قتلى الغارة الجوية التسعة عناصر من جماعة كشميري. وعزز ذلك تأكيد الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي» المحظورة مقتل زعيمها السابق الذي طرحته وسائل إعلام غربية كأحد الأسماء المحتملة لخلافة بن لادن. وبرز اسم كشميري بعدما اتهمته نيودلهي بتنفيد هجمات مومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، بالتعاون مع حركة «عسكر طيبة»، علماً انه نشط سابقاً في العمل المسلح ضد القوات الهندية في إقليم كشمير، وأثارت عمليات جماعته الرعب في صفوف القوات الهندية قبل اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. كما تتهم القوات الأميركية كشميري بالوقوف وراء عمليات ل «طالبان» الأفغانية و»شبكة حقاني» ضد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في شرق أفغانستان. وفي شريط فيديو رصده المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت»، دعا ايمن الظواهري، ابرز قادة «القاعدة»، والأميركي آدم غادهان الناطق باسم التنظيم، المسلمين في الغرب إلى «لعب دور حاسم في الجهاد ضد الصهاينة والصليبيين». وأشار غادهان إلى أن المسلمين في الولاياتالمتحدة يستطيعون الحصول بسهولة كبيرة على أسلحة رشاشة من دون تقديم وثائق شخصية، وقال: «من المهم أن نضعف الشعور العدواني لأعدائنا الجبناء عبر استهداف شخصيات عامة مؤثرة في وسائل الإعلام والحكومات والاقتصادات الصهيونية والصليبية». وأسف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لمقتل مدنيين في أفغانستان بنيران قوات «الأطلسي»، معتبراً أن تغيير الاستراتيجية الحربية الأميركية «أمر سابق لأوانه». وأكد أن بدء العملية «الانتقالية» لن يؤدي إلى «انسحاب متسرع» لقوات التحالف.