أحيا الليبيون أمس، في شرق البلاد وغربها الذكرى السابعة لثورة 17 شباط (فبراير) ضد نظام العقيد معمر القذافي، وذلك على رغم استمرار انعدام الأمن وتواصل المعارك في بعض المناطق. وأقرّ رئيس حكومة الوفاق الوطني (مقرّها طرابلس) فائز السراج في كلمة وجهها إلى الشعب في المناسبة، «بالفشل في التخلص من ثقافة ظلت تسيطر على عقول وممارسات العديد ممَن تصدروا المشهد اليوم، الذين اعتبروا الوطن غنيمة»، في حين رأى رئيس البرلمان (مقرّه طبرق) عقيلة صالح أن «ثورة فبراير لم تحقق أهدافها حتى الآن بسبب مَن سرق ثورة الشعب من أصحاب الأجندات (المشبوهة) ودعاة الفوضى والإرهاب». وأكد صالح في بيان نُشر أمس، أن «الشعب الليبي الأصيل في كل أنحاء ليبيا يسعى جاهداً من أجل محاربة الإرهاب والفوضى في بلاده ليتحقق الأمن والأمان والاستقرار ولتترسخ دولة المؤسسات والقانون». وذكر أن «ذلك سيكون بفضل القوات المسلحة العربية الليبية (التي يقودها المشير خليفة حفتر) وسواعد شبابنا وحكمة حكمائنا وعقلائنا ومثقفي ليبيا». وأضاف أنه «يجب علينا أن نسعى إلى لمّ الشمل... وأن نتصالح ونتجاوز الخلافات... من أجل ليبيا». واعتبر السراج أن «المخرج الوحيد لحل الأزمة الليبية يكمن في المصالحة الوطنية الشاملة التي تنهي حالة الانقسام، وتؤكد قيم التسامح والاحتكام للشعب حتى يختار بحرية وشفافية من يتولى مسؤولية قيادة بلاده». وقال السراج إنه «كان يُفترض أن ينتهي الخلاف بين الليبيين في السنوات الماضية... إلا أن الأنانية المفرطة للبعض، والتدخلات السلبية لبعض الدول كانت تؤجج الخلاف. ونطالب تلك الدول برفع أيديها عن ليبيا». ودعا «الشعب الليبي في الداخل والخارج، بمختلف توجهاته السياسية، إلى أن يتمسك بحق تحقيق المصير»، مطالباً بعثة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه ليبيا، وتبيان موقفهم بوضوح من الاستحقاق الدستوري المقبل، وتقديم الدعم اللازم لانتخابات نزيهة وشفافة. كذلك، أكد السراج ضرورة إنهاء معاناة نازحي تاورغاء وحقهم في العودة إلى ديارهم، قائلاً: «لا زلنا نراهن على حكمة أهلنا في مصراته في الضغط على القلة الممانعة لعودة أهالي تاورغاء، ونقول لهم إن التاريخ يسجل فكونوا قدوةً لليبيين لطي صفحة الماضي وإعلان مصالحة وطنية حقيقة». ودعت بعثة الأممالمتحدة الليبيين في ذكرى الثورة، إلى تقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل الاعتبارات وإعلاء قيم التسامح وتوحيد الصفوف والمساهمة الفاعلة في مسيرة البناء والتنمية في ليبيا". وجددت البعثة حرصها على العمل مع كل الفرقاء لإنجاح العملية السياسية والانتقال إلى مرحلة اليقين من خلال إطار دستوري وإجراء انتخابات حرة ونزيهة والسعي الحثيث نحو تحقيق مصالحة وطنية شاملة.