على رغم إعلان انتهاء المعارك بين «الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده المشير خليفة حفتر، والجماعات المتشددة التي تقاتل تحت لواء «مجلس شورى ثوار بنغازي»، ذكرت مصادر صحافية أن القتال بين الطرفين لا يزال مستمراً بحيّ خريبيش في المدينة الواقعة شرق ليبيا. وتجددت الاشتباكات بعد عمليات تمشيط واسعة نفذتها القوات المسلحة في المنطقة وأسفرت عن كشف جماعات متشددة لا تزال متحصنة في بعض الأبنية والأحياء. إلى ذلك، أعلن المشير حفتر تأييده إجراء انتخابات في ليبيا العام المقبل. ورفض حفتر في تصريح تلفزيوني أدلى به مساء أول من أمس، «الدعاية المغرضة بأن القيادة العامة تقف ضد أي حل سياسي، وأننا نعرقل الجهود السلمية المحلية والدولية، وأننا نرفض التوافق بين الليبيين وضد الحوار ولا نؤمن إلا بالعنف واستخدام القوة في حل الخلافات والنزاعات ونحب الحرب ونكره السلم وأننا لا نؤمن بالديموقراطية وضد الانتخابات». وتدارك حفتر: «لكن في الحقيقة التي أود أن يعلمها كل الليبيين وباختصار شديد هي أننا نحن من دفع العالم إلى القبول على مضض بمسار الانتخابات كحل أساسي ومبدئي يتقدم كل المراحل للوصول إلى اتفاق سياسي» في ليبيا. ودعا حفتر إلى إجراء انتخابات رئاسية واشتراعية «من دون مماطلة ومن دون غش أو تزوير»، محذراً في المقابل «كل من تسول له نفسه» من «التلاعب بالعملية الانتخابية». على صعيد آخر، انتقد مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا غسان سلامة «تحريف التصريحات» بعدما أثارت مواقف أدلى بها لصحيفة «الحياة» في مقابلة نُشرت أمس، عن العلاقة مع سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي. ودعا سلامة في تغريدة رد فيها على بعض السياسيين الذين تفاعلوا مع المقابلة التي أجرتها «الحياة»، الجميع إلى الالتزام بنقل التصريحات من دون تحريف، وقراءتها بتمعّن قبل التعليق سلباً أو إيجاباً، وحضّ على استلهام ثقافة التحاور باعتبارها خيراً عظيماً. وكان سلامة صرح ل «الحياة» بأنه لا يستطيع لقاء سيف الإسلام القذافي باعتباره مطلوباً لدى المحكمة الجنائية الدولية، ما أثار حفيظة بعض الناشطين والساسة الليبيين، إلا أن المبعوث الدولي أكد تواصله مع مسؤولين من النظام السابق من غير المتورطين في قضايا جنائية أو جرائم أخرى. من ناحية أخرى، أصدر المجلس البلدي في صبراتة بيان ترحيب بقرار رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، بتحديد 1 شباط (فبراير) 2018، موعداً لعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم. وأكد المجلس أن «قرار السراج يُعد مفصلياً لنهاية فترة حزينة جداً على أهالي تاورغاء وكل المهجّرين والنازحين في بلادنا». وأضاف: «إننا نؤكد على دعمنا بكل قوة التوجّه إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية في مواعيدها، لإنهاء هذه الحقبة من الفوضى والانقسام والتشظي، لتحقيق دولة العدالة والقانون والتداول السلمي للسلطة، وإنهاء هيمنة القوي على الضعيف بالسلاح ورفع الظلم وتحقيق المبادئ الحقيقية للثورة التي من أجلها قدّم الشهداء أرواحهم، وإزالة كل مظاهر الهيمنة الجائرة التي نتجت عن تسلق المجرمين والمغرضين المؤدلجين بأفكار التعطيل والتخريب والإقصاء والفساد الإداري والمالي والفكري». وأوضح مجلس صبراتة البلدي أن «من أولويات ثورة شباط (فبراير) قبل الانحراف بها عن مسارها الصحيح، رفع الظلم وتحقيق العدالة وتطبيق القانون واحترام الإنسان واحترام الكبير والعطف على الضعيف والصغير والمسكين، وإكرام المرأة وإعطائها حقوقها، وغيرها من المبادئ السامية».