أطلق التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدعم من القوات الإماراتية، المرحلة الثانية من «عملية الفيصل» أمس، لتطهير جيوب تنظيم «القاعدة» وأوكاره في وادي المسيني غرب مدينة المكلا في محافظة حضرموت اليمنية. بموازاة ذلك، صدّت القوات السعودية محاولة تسلسل عناصر من ميليشيات الحوثيين قبالة منطقة جازانجنوب المملكة، ما أسفر عن مقتل نحو 30 حوثياً وتدمير مركبات عسكرية ومنصات لإطلاق القذائف تابعة لهم، في وقت كشف التقرير النهائي لفريق الخبراء المختص في الشأن اليمني، أن جماعة الحوثيين تواصل السيطرة مباشرةً على معظم الاقتصاد في مناطق سيطرتها، محذراً من انهيار النظام المصرفي والمالي (راجع ص2). وعلمت «الحياة» من مصادر متطابقة في حضرموت، أن «التحالف يحشد منذ أسبوعين وحدات من قواته المتخصصة في عمليات مكافحة الإرهاب إلى المكلا، واختار وحدات تابعة للجيش الوطني اليمني، وقوات النخبة الحضرمية للمشاركة في عملية الفيصل في وادي المسيني والقرى والمرتفعات الجبلية القريبة منه، التي يتخذ منها مئات عناصر القاعدة مواقع تمركز، وملاذات للتخفي، ومعسكرات تدريب وتجمع للإرهابيين الذين يفرّون من محافظات شبوة، ومأرب، والبيضاء، وأبين». وكانت قوات التحالف نفذت المرحلة الأولى من عملياتها العسكرية ضد «القاعدة» في حضرموت عام 2016، وأطلقت المرحلة الثانية الخميس الماضي، وأعلنت عنها أمس. وأفادت المصادر بأن «العملية جاءت بعد استعادة التنظيم نشاطه الإرهابي في محافظة حضرموت خلال الأسابيع الأخيرة، وتنفيذه عمليات ضد دوريات ومراكز أمنية وعسكرية». وأضافت أن «العملية تتم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية ودول منخرطة في مكافحة الإرهاب ومحاربة القاعدة، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة وبريطانيا». وأكدت مصادر متطابقة في المكلا أن «التحالف دخل وادي المسيني صباح أمس، وشنّ هجوماً مباغتاً واستباقياً على معاقل للتنظيم من ثلاثة محاور رئيسة». وأشارت إلى أن «قوات التحالف والجيش تمكنت من السيطرة شبه الكاملة على مداخل الوادي والطرق المؤدية إلى المواقع المستهدفة من العملية، بما فيها مداخله المؤدية إلى الساحل الذي يعتبر أهم معاقل التنظيم الإرهابي في حضرموت». وذكرت أن «العملية تزامنت مع عمليات عسكرية ضد معاقل القاعدة في وادي عمد غرب وادي حضرموت تنفذها قوات النخبة الحضرمية، بدعم من طيران التحالف». وأسفرت المعارك التي اندلعت في وادي المسيني عن مقتل وجرح عشرات من عناصر التنظيم حتى مساء أمس، في حين قُتل ستة جنود يمنيين وأصيب آخرون. غير أن مصادر في المنطقة تحدثت عن مقتل ستة جنود من قوات «النخبة الحضرمية» في مواجهات مع عناصر التنظيم. وكانت المنطقة العسكرية اليمنية الثانية، ومقرها حضرموت، اعتبرت وادي المسيني ومحيطة منطقة عمليات عسكرية محظورة. وأطلقت أمس تحذيراً للمواطنين بعدم تصوير أي مواقع عسكرية أو معدات، مشيرةً إلى أن «أي شخص يُضبط (مخالفاً)، ولو عن حسن نيه، يجرّمُ عسكرياً وتصل عقوبته إلى السجن لسنوات، وتناله تهم العمالة والرصد لمصلحة الجماعات الإرهابية». على صلة، قُتل عنصران في التنظيم، أحدهما قيادي محلي في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في منطقة الحميقان في البيضاء. وقال مسؤول أمني لوكالة «فرانس برس» إن «الغارة استهدفت القيادي أبو حسين الثرياء، وآخر يدعى داود الصنعاني عندما كانا على متن دراجة نارية». واستهدفت مقاتلات التحالف أمس مركبتين عسكريتين تقلان عناصر لميليشيات الحوثيين في محافظتي صعدة ومأرب، وتعزيزات كانت متجهة إلى مديرية ناطع في محافظة البيضاء. إلى ذلك، رحبت الحكومة اليمنية بقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين البريطاني مارتن غريفيثس مبعوثاً خاصاً خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة خالد حسين اليماني في رسالة بعثها إلى الأمين العام: «لا يمكن تحقيق السلام والحل السياسي المستدام في اليمن إلا من خلال التزام مرجعيات السلام الثابتة في هذه الأزمة».