قبل بضعة أيام، جرى الاحتفال عالمياً ب «اليوم العالمي للطيور المهاجرة»، الذي صار مناسبة دولية بداية من عام 2006، ترعاها الأممالمتحدة و «المعاهدة الدولية لهجرة الأنواع»، و «المنظمة الدولية لحماية الطيور»، و «المعاهدة الدولية للأراضي الرطبة» وغيرها. ورفع هذا الاحتفال شعار «لا مكان للهبوط: استخدام الأراضي يتغيّر في عيون الطيور». وركّز الاحتفال على قضية التغيّر في استخدامات الأراضي، بمعنى معاناتها ضروباً متنوّعة من الفقد والتدهوّر والهشاشة البيئية وتدمير موائل الأنواع الحيّة فيها. وأُرجِعت هذه المعاناة لأسباب تتضمّن الضغوط السكانية، والتحضّر المتسارع غير المدروس بيئياً، والطريقة غير المستدامة التي يتعامل بها الإنسان مع الطبيعة والموارد الطبيعية. ويندرج في إطار أسباب المعاناة عينها، قطع الغابات، أنشطة التعدين غير المستدامة، البناء العشوائي وغيرها. وفي سياق النشاطات البشرية، يجري تدمير موائل الطيور، وعرقلة مسارات هجرتها، ما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي. وأكّد الاحتفال هذا العام، ضرورة نشر الوعي بقضية الطيور المهاجرة، وهي مسألة صارت تغيب حتى عن دراسات تقويم البيئة. ودعا إلى ضرورة تطوير سياسة عالمية لتأمين مسارات الطيور المهاجرة وتحديد مواقعها وموائلها التي تستخدمها للتكاثر والراحة والتزود بالطعام خلال هجراتها. وفي هذا السياق، حذر الدكتور ماركو لامبرتيني، المدير التنفيذي ل «المنظمة العالمية لحماية الطيور»، من التهديد الذي يحمله تغير استخدام الأراضي عالمياً على الطيور المهاجرة. وأضاف أن توافر الموائل أمر حيوي لهذه الكائنات في رحلاتها المذهلة، مشيراً إلى أن نظرة عين الطائر أصبحت مشوشة! وشاركت أكثر من خمسين دولة في احتفالات هذا العام، منها سبع دول عربية هي مصر والعراق والأردن والصومال وسورية وتونس والإمارات. ورُصِدت احتفالات مميزة في أربيل وبغداد، تناولت مسألة الطيور المهاجرة في الأراضي الرطبة في العراق. المعلوم أن الدول العربية تعتبر من المناطق المهمة للطيور المهاجرة، سواء كمسارات أم كموائل. وقد صدقت معظم البلدان العربية على اتفاقيات التنوع البيولوجي والأنواع المهاجرة والأراضي الرطبة وغيرها.