أطلقت قناة «السومرية» مشروع «سينميون» الذي يهدف الى دعم السينما العراقية، وأوكلت مهمة إعداده وإخراجه تلفزيونياً الى المخرج خالد زهراو الذي أكد ل «الحياة» أن المشروع ممول بالكامل من القناة، وبدعم مباشر من رئيس مجلس ادارتها شفيق ثابت. وأضاف: «هو واحد من أبرز مشاريع القناة إن لم يكن الأهم في مجال دعم وإعادة الحياة للسينما العراقية من خلال اتاحة الفرصة لثلاثين سينمائياً من الهواة، بعضهم وقف للمرة الأولى خلف الكاميرا، وبمشاركة عدد كبير من الممثلين الهواة والمحترفين الى جانب التقنيين والعاملين في الوسط الفني العراقي، للمساهمة في حقل الانتاج السينمائي». واعتبر زهراو ان الهدف الأهم للمشروع هو «تأمين مناخ مناسب واتاحة فرص معقولة للشباب الهواة للدخول الى عالم السينما». أما عملية انتاج الأفلام فشارك فيها الفنان المسرحي هادي المهدي بالتعاون مع شركة «انليل» بإدارة السينمائي عدي رشيد الذي أشرف على انجاز بعض هذه الأفلام وقدم أفكاراً لبعضها الآخر، وكلها اعتمدت في بنائها الدرامي على نصوص وقصص كتبها عراقيون، مثل محمد خضير، زعيم الطائي، وارد بدر السالم، ضياء سالم وسواهم. فكرة المسابقة جاءت بعد انتهاء السينمائيين الهواة من إنجاز أفلامهم والتي صورت بكاميرات فيديو رقمية في أنحاء العراق من شماله الى جنوبه، وبلغات مختلفة: العربية، الكردية والسريانية. ولوفرتها وحرصاً على عدم ضياع جهد منتجيها قررت قناة «السومرية» تقويم مستوى هذه الأفلام عبر مسابقة تنظمها بنفسها وتعرضها على مشاهديها، أطلقت عليها اسم «مسابقة السومرية لأفلام الهواة». وبهدف ان تأخذ المسابقة طابعاً أكاديمياً وتمضي وفق تقاليد متبعة في مثيلاتها دعت ثلاثة من العاملين في حقل السينما والإعلام، هم المخرج العراقي عبدالهادي الراوي والناقد السينمائي علاء المفرجي والاعلامي أنور الحمداني ليشكلوا لجنة تحكيمها ولها وحدها كما قال زهراو «حق اختيار أفضل ثلاثة أفلام من بين الافلام المشاركة في المسابقة وتمنح جوائز قيمتها عشرة ملايين دينار عراقي». أما تفاصيل العروض، التي سيقدمها الشاب خليل فاضل خليل، فستوزع بمعدل ثلاثة أفلام لكل أمسية، يحضرها صناعها، ويستمعون خلالها ومباشرة الى آراء لجنة التحكيم فيها، كما ستحاور اللجنة مخرجيها بغية إطلاع الجمهور على ظروف عملهم والجوانب الفنية فيه. المسابقة وبحجمها الحالي هي الأولى من نوعها في العراق ومن أجل تأمين ديمومة لها أكد زهراو ان «المشروع في موسمه الأول، لهذا نعمل من أجل استمراره، ونحضر لموسمه الثاني بطريقة أكثر نضجاً نتجاوز فيه إخفاقات التجربة الأولى». وعن طموحه في هذا السياق يكمل زهراو: «نعمل في شكل جدي من أجل تحويل «سينميون» الى مسابقة أفلام تحمل روح مهرجان سينمائي حقيقي. وقد وعدتنا ادارة القناة بذلك وأكدت حرصها على أن تكون في طليعة المهتمين بمهرجان سينما محترف ينجز في العراق. اما بالنسبة إلي، كمعد ومخرج للمسابقة، فأرى أن «سينميون» ستفتح نافذة واسعة لهواة السينما في العراق، ومن خلال وجودهم في موسمين من المشروع سيطلعوا على جديد وسائل انتاج الأفلام المستخدمة اليوم، كما أطمح بتخصيص جزء منه لإنتاج أفلام كوميدية يكتبها عراقيون ويخرجها هواة سينما في ظل ورشة كبيرة تستند الى مشاركة واسعة وخبرة من كل العاملين في السينما العراقية ومن الأجيال كافة».