موسكو، لندن - «الحياة»، أ ف ب - حذرت روسيا حلف شمال الاطلسي (ناتو) والولايات المتحدة والدول الأوروبية من تشجيع الحركة الاحتجاجية في سورية من خلال تقديم دعم سياسي او غير ذلك شبيه بالذي قدموه في ليبيا، موضحة إن زعزعة استقرار النظام الحاكم في سورية سيكون له «عواقب كارثية». كما انتقدت موسكو المحتجين السوريين، قائلة إن حركتهم ليست سلمية كلياً، وأنهم يلجأون للعنف. وتعزز التصريحات الروسية الأخيرة ما قاله مسؤلون اميركيون وبريطانيون خلال اليومين الماضيين، من ان روسيا ستصوت ضد أي قرار من مجلس الامن الدولي «ينتقد ويوبخ» سورية بسبب انتهاكات حقوق الانسان منذ بدأت الحركة الاحتجاجية في آذار (مارس) الماضي. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ما أسماه «محاولات» الاسرة الدولية «لتشجيع تغيير النظام في سورية». ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن لافروف قوله أمس: «على الاسرة الدولية ان تنظر الى الوضع في مجمله، وألاّ تسمح بتأجيجه بهدف تغيير النظام» في سورية. وأضاف في ختام لقاء مع نظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف: «هناك مثل هذه المحاولات، ونعتبر انه يجب وضع حد لها». وتابع: «يجب إطلاق دعوات الى ضبط النفس، ليس فقط الى النظام السوري بل أيضاً إلى المعارضة، التي تلجأ مجموعات مسلحة منها الى عنف كبير... سورية دولة محورية في المنطقة ومحاولات زعزعة استقرارها سيكون لها عواقب كارثية». وشدد: «ندعو بإصرار الى تطبيق الاصلاحات التي اعلنها الرئيس الاسد في اسرع وقت ممكن». وكان لافروف قد قال في مقابلة مع محطة «بلومبرغ» الإخبارية الأميركية، إنه «ليس من مصلحة أحد أن يتم توجيه رسائل إلى المعارضة في سورية أو غيرها مفادها أنه في حال رفضتم كل العروض المعقولة فسوف نأتي ونساعدكم كما فعلنا في ليبيا». وأضاف: «هذا موقف شديد الخطورة». وكرر الوزير الروسي موقف بلاده الرافض لتدخل مجلس الأمن في القضية، قائلاً: «أولاً، لا يشكل الوضع في سورية خطراً على الأمن والسلام الدوليين، وثانياً ان سورية بلد مهم في الشرق الأوسط وزعزعة الاستقرار فيها ستترك انعكاسات تتخطى حدودها». وأعرب لافروف عن ارتياحه لأن الدعوات الروسية للإصلاح في سورية «سُمعت» مِن قِبل المسؤولين السوريين. وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد أعلن رفع حال الطوارئ المستمرة منذ 48 سنة، كما أعلن عفواً عاماً عن السجناء السياسيين، وتم إطلاق سراح العشرات منهم خلال اليومين الماضيين. وتابع لافروف أن الأسد «نشر مؤخراً مسوَّدة دستور جديد، وأعلن عفواً عن السجناء السياسيين، وأعتقد ان هذا سيهدئ الوضع». والاسبوعَ الماضي، دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في دوفيل (فرنسا)، نظيرَه السوري الى «تحويل الأقوال إلى أفعال» من خلال تطبيق الاصلاحات المعلنة. واستبعدت روسيا اي درس في مجلس الامن الدولي لمشروع قرار اوروبي يحذِّر النظام السوري من ارتكاب «جرائم ضد الانسانية» في قمعه للتظاهرات. وتنتقد موسكو، التي تشدد على معارضتها أيَّ تدخل منذ اندلاع الازمات في العالم العربي، التدخلَ المسلح الغربي في ليبيا.