موسكو- يو بي أي - دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ضرورة وضع حد لأية محاولات لتغيير النظام بسوريا، معتبراً أنه من شأن هذه المحاولات توليد عواقب كارثية على المنطقة. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف في موسكو "هناك مثل هذه المحاولات (لتغيير النظام بأساليب عنيفة)، ونحن نرى انه من الضروري وضع حد لها، وهذا بالموازاة مع العمل بإصرار مع القيادة السورية من أجل الإسراع بإجراء الإصلاحات". وأضاف أن محاولات زعزعة استقرار سوريا، "وهي دولة محورية في منطقتها، ستؤدي إلى عواقب كارثية". وأشار وزير الخارجية الروسي الى أن بلاده تصر على ضرورة تنفيذ الإصلاحات التي بدأها الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا الى أن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيره السوري وبحث معه هذا الموضوع. وقال ان القيادة الروسية تنظر بارتياح إلى العفو العام الذي أعلنته السلطات في سوريا واقتراح تعديل الدستور. ودعا إلى ضرورة أن تستجيب المعارضة السورية لما تقترحه وتفعله السلطة، مضيفاً "نحن مقتنعون بان الدعوات الى ضبط النفس يجب ان تكون موجهة ليس الى السلطات فحسب بل والى المعارضة التي يوجد بينها العديد من الفصائل المسلحة التي تتصرف بوقاحة". ولفت إلى أن مدينة أنطاليا التركية تستضيف حالياً مؤتمرا للمعارضة السورية، وأضاف أن السلطات التركية، حسب علمه، تدعو هؤلاء المعارضين الى عدم تجاهل الإشارات الإيجابية التي وجهتها اليهم دمشق في الآونة الأخيرة، والرد على هذه الإشارات والتصرف بروح المسؤولية تجاه مصير بلادهم. وقال انه إذا ما واصلت هذه المجموعات المعارضة رفضها القاطع لكافة المقترحات الصادرة عن السلطات السورية، فسيعتبر هذا الأمر موقفا غير مسؤول للغاية. وأضاف ان المجتمع الدولي يجب أن يستوعب هذا الأمر بكافة جوانبه والا يسمح بزعزعة الوضع من أجل تغيير النظام. وجدّد وزير الخارجية الروسي الموقف الروسي الرافض للتدخل الخارجي في شؤون سوريا. أما بالنسبة للشأن الليبي، فقد أعلن لافروف رفض بلاده لقرار حلف شمال الأطلسي "التميد" تمديد عمليته في ليبيا لثلاثة أشهر أخرى. وقال إن روسيا ترفض أن يتعرض ما لا ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي 1973 في ليبيا إلى القصف. وشدد الوزير الروسي على ضرورة أن يتحلى كل من يشارك في تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا بأكبر قدر ممكن من المسؤولية، حفاظا على سمعة وهيبة مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن القرارين تحدثا عن إقامة منطقة حظر جوي لا أكثر. وأضاف أنه يعرف أن بعض أعضاء حلف الناتو الأساسيين يشاطرون روسيا الموقف بشأن ليبيا. وأشار لافروف إلى أن الذين يتفقون مع روسيا لا يمثلون الأغلبية داخل الحلف حالياً.