أبيدجان - أ ف ب - شكل رئيس ساحل العاج الحسن وترة حكومة جديدة بعد تسلمه مهماته في 21 أيار (مايو) الماضي، إثر أزمة دامية تلت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 وقتل فيها حوالى 3 آلاف شخص. وخلت تشكيلته برئاسة غيوم سورو من أي ممثل لمعسكر الرئيس السابق لوران غباغبو. وضمّت الحكومة التي تولى رئيس الوزراء غيوم سورو فيها حقيبة الدفاع أيضاً، 36 وزيراً توزعوا على 14 عضواً من تجمع الجمهوريين بزعامة وترة و8 من الحزب الديموقراطي برئاسة أبرز حلفائه الرئيس السابق هنري كونان بيدييه. وتمثلت «القوات الجديدة» المتمردة سابقاً بخمسة أعضاء، بينهم زعيمها سورو وخمسة وزراء من المجتمع المدني. وذهبت باقي الحقائب إلى أحزاب صغيرة. وغابت الجبهة الوطنية العاجية بزعامة غباغبو عن التشكيلة الحكومية، بعدما وضعت شروطاً للمشاركة التي تمناها وترة لتشكيل «حكومة وحدة»، وأهمها الإفراج عن رئيسها الموضوع في الإقامة الجبرية في كورهوغو (شمال) منذ اعتقاله في 11 نيسان (ابريل) الماضي ومسؤولين آخرين محتجزين. وتعقد الحكومة الجديدة اجتماعها الأول اليوم، علماً ان مهمتها الأولى تتمثل في إجراء مصالحة في بلد مزقته أعمال العنف، خصوصاً في الغرب حيث قتل أكثر من ألف شخص وفق الأممالمتحدة بين كانون الأول (ديسمبر) ونيسان (ابريل) الماضيين، مع العلم أن لجنة «حقيقة وحوار ومصالحة» شكِّلت لهذه الغاية برئاسة رئيس الوزراء السابق شارل كونان باني. ويشمل التحدي الآخر للحكومة وقف العنف والتصفيات، وتوحيد قوات الأمن في هيكلية تضم القوات الجمهورية بزعامة وترة وأعضاء قوات الدفاع والأمن سابقاً التابعة للنظام المخلوع. كما يجب أن تعيد الحكومة تحريك عجلة الاقتصاد في بلد اعتبر سابقاً محرك غرب أفريقيا، وأصبح اليوم مخنوقاً اقتصادياً بسبب الأزمة الأخيرة والعقوبات الدولية التي فرضت لدفع غباغبو الى الرحيل عن السلطة. ويمكن ساحل العاج، المنتج الأول للكاكاو في العالم، أن تعول على إعلان جهات مانحة، وفي مقدمها صندوق النقد الدولي، استئناف تقديم المساعدات.