يتطلّع المخضرم الأرجنتيني خافيير زانيتي لأن يحافظ على "نضارة" مستواه في الموسمين المقبلين المتبقيين له مع إنتر ميلان، ليكمل مسيرته على خير ما يرام مع النادي الذي شرّع أمامه أبواب الاحتراف ونقله من عنصر مغمور إلى نجم يُعتمد عليه، إذ لا يزال مؤثراً على رغم بلوغه ال37 سنة. رفع "الكابتن" زانيتي كأس إيطاليا إثر فوز إنتر على باليرمو بنتيجة 3 –1، للمرة الرابعة خلال مسيرته مع الفريق العريق (بعد أعوام 2005 و2006 و2010)، علماً أنه خاض 1002 مباراة منها 751 مباراة تحت ألوان إنتر و140 مباراة دولية، ولا تزال شهيته مفتوحة لمزيد مفيد، فعقده مع النادي اللومباردي ساري المفعول حتى عام 2013. كما أنه يأمل أن يبقى عاملاً في صفوفه بعد الإعتزال "في موقع مناسب أخدم من خلاله من منحني فرص النجاح"، لكنه يرفض فكرة أن يصبح مدرباً. منذ أن شقّ طريقه في إنتر وثبّت قدميه، لم يفقد هذا القائد صورة اللاعب الذي يعوّل عليه. وعموماً، لا يعتبر أن الموسم الحالي سيئاً، "فعلى رغم الإصابات الكثيرة التي عانى منها عدد كبير من عناصرنا، أحرزنا كأس السوبر الإيطالية وبطولة العالم للأندية وكأس إيطاليا وحللنا بالمركز الثاني في الدوري". ويرتاح لبقاء البرازيلي ليوناردو مدرباً "كونه قام بعمل جيد. لا يتفلسف أو يبالغ في تعاطيه مع الأمور، بل يحضّر فروضه كما يجب ويحرص أن يجتهد دائماً". وبالطبع يتذكّر زانيتي بمرارة المباراة مع شالكه في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا (2 -5 و 1 – 2)، "فقد أُقصينا على رغم التقدّم ذهاباً على أرضنا. لكنها أمور تحصل ولا يمكن تصديقها أحياناً". ويعزو زانيتي عمره المديد في الملاعب إلى أهله وتكوينه الأسري، "فقد ضحى والدانا كثيراً لأجلنا شقيقي وأنا، لئلا ينقصنا شيء". كان والده بنّاء يغدو إلى عمله في الخامسة صباحاً ولا يعود قبل السادسة مساء. وكان خافيير يساعده في بعض الأحيان، كذلك الأمر بالنسبة لشقيقه العامل وإبن عمه موزّع الحليب. ويعتبر زانيتي أن العمل في سنوات المراهقة وأولى مرحلة الشباب "أنضجني سريعاً"، ولعل الإندفاع إلى العمل "مرده إلى جينات أسرية، إذ تعود جذور أحد أجداد والدي إلى منطقة فريول (شمال شرقي إيطاليا) التي يشتهر أهلها بإنكبابهم على العمل". أكسبت سنوات الإحتراف في صفوف إنتر زانيتي خبرة "لا تقدّر بثمن"، وفنياً "تمكنت تدريجاً من التخلّص من عادة ميدانية سيئة وهي الاحتفاظ طويلاً بالكرة". ويفضّل زانيتي عموماً شغل مركز على الجانب الأيسر من الملعب، "ما يمنحني حرية أكبر ومساحة أوفر في الجري وتزويد المهاجمين بكرات خطرة". وفي نظر النجم المخضرم أن مواطنه مارسيليو بيلسا الذي قاد منتخب الأرجنتين على مدى ستة أعوام (1998 – 2004) "أفضل المدربين"، وقد أعجب بطريقة عيشه وتلقينه فنون الكرة "وأصبحنا أصدقاء". ويأسف قائد إنتر لعدم خوضه نسختي نهائيات كأس العالم 2006 و2010. ففي كلا المرتين شارك في التصفيات المؤهلة وأُبعد من تشكيلة المونديال، علماً أنه قدّم الكثير في المرة الأخيرة لضمان بلوغ الأرجنتين النهائيات، ويعتبر أنه كان يستحق أن يلعب في جنوب أفريقيا خصوصاً أنه تألق طوال الموسم وساهم في إحراز إنتر "الثلاثية" (الدوري والكأس الإيطاليان ودوري أبطال أوروبا). أما إنتظار استحقاق 2014 في البرازيل، فهو "مشروع طويل الأمد من الصعب ترقبه منذ الآن. وعلي التركيز على كوبا أميركا (1 – 24 تموز/ يوليو) في الأرجنتين علّني أتمكن أخيراً من حصد لقب كبير ينقص سجلي".