أكدت اختصاصية الإقلاع عن التدخين الدكتورة هيفاء عشي ل«الحياة» أن رغبة المدخن الصادقة وإصراره تلعب دوراً مهماً في أي محاولة للإقلاع عن التدخين، إذ تتوقف سرعة الاستجابة للعلاج عليها، ومن ثم يتم بناءً على ذلك تحديد طريقة البرنامج العلاجي ومدته والأساليب المتبعة لمساعدة المدخن في الإقلاع. وأوضحت أن البرنامج العلاجي المتكامل للإقلاع عن التدخين يشمل تقديم المشورة والدعمين النفسي والمعنوي للمدخن، إضافة إلى العلاج الدوائي الناجع الذي يتوافر حالياً في المملكة، كأول عقار من نوعه لا يعمل بآلية إحلال النيكوتين في الجسم، ويمثل نقلة نوعية في وسائل مكافحة التدخين، إذ أسهم في نجاح محاولات الإقلاع عن التدخين بواقع أربعة أضعاف. وشددت في حديثها إلى «الحياة» على ضرورة مواصلة توفير الدعم الطبي للراغبين في الإقلاع كأحد العناصر الحاسمة في المساعدة على الحد من انتشار التدخين، لا سيما أن ثلاثة من بين أربعة مدخنين لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين، في حين ينجح 95 في المئة من هذا العدد في تحقيق رغبته بالإقلاع عن التدخين باللجوء إلى مساعدة طبية، ما يؤكد أهمية التدخل العلاجي ويعطي الأمل في الوقت ذاته للمدخنين وغيرهم، بجدوى العمل على اجتثاث هذه الآفة من المجتمع. وأشارت اختصاصية الإقلاع إلى أن الآثار السالبة للتدخين لا تتوقف على المدخنين فحسب، بل تتجاوزهم لتصل إلى المخالطين لهم في بيئة العمل وحتى أولادهم وأفراد عائلاتهم في البيت، إذ أظهرت الدراسات أن أكثر من 700 مليون طفل حول العالم يتعرضون لأضرار التدخين السلبي الناتج من وجود مدخنين في المنزل أو مكان العمل، فيما أظهرت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأميركية للسرطان أن حوالى 20 إلى 56 في المئة من الشبان الخليجيين يعيشون في منازل يوجد بها مدخنون. وفيما يعتبر التدخين مسؤولاً عن 90 في المئة من حالات الإصابة بسرطان الرئة عموماً (بحسب الدراسات) فضلاً عن أنواع أخرى منه مثل سرطان التجويف الأنفي، وسرطان الشفة، والفم، والحلق، والقصبة الهوائية وسرطان الكبد والبنكرياس والقولون، وسرطان الرحم، فإن غير الممارسين ممن يتعرضون للتدخين السلبي يتزايد احتمال إصابتهم بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 في المئة.