يستعد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، لتوجيه خطاب إلى مؤيدي خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي «بريكزيت» ومعارضيه، في موعد لم يحدده هذا الأسبوع، لحضهم، وفق مقاطع سربتها صحيفة «ذي غارديان»، على «الاتحاد في مواجهة بروكسيل، وإنجاز استحقاق بريكزيت من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية ترتبط برفض تشريعات قائمة وضعها الاتحاد». وسيكون خطاب جونسون الأول ضمن سلسلة خطابات يُلقيها الوزراء المعنيون ب «بريكزيت»، مثل الوزير المكلف الملف ديفيد ديفيس، ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، وتهدف الى توضيح رؤية لندن الخاصة ب «الطلاق». وأفادت صحيفة «ذي غارديان» بأن جونسون «سيؤكد في خطابه أنه ينطلق من رؤية ليبيرالية للخروج، وسيدعو جميع البريطانيين الى استغلال التحرر من التشريعات والقواعد الأوروبية كي تحقق بلدهم مكاسب اقتصادية مهمة». وأورد النص المسرب أن «الاتحاد الأوروبي لم يوجد أساساً لتسهيل التجارة أو منح الشركات فرصة التحرك بحرية عبر الحدود، بل من أجل توحيد أوروبا». وتابع: «كان هدف الأباء المؤسسين للسوق المشتركة خلق هوية سياسية، لكن ما أوجدوه سار ضد الليبيرالية». واعتبر جونسون أن «مقولة الاقتصادي والفيلسوف جون ستيوارت ميل، أن الجماعة المنسجمة يحكم بعضها بعضاً، لم تتحقق في أوروبا»، في إشارة إلى رفض غالبية البريطانيين التشريعات الأوروبية وسعيهم إلى «الاستقلال» عن بروكسيل. وهو رفض «خيار» علاقة النروج بالاتحاد عبر الخضوع للتشريعات الأوروبية من دون أن تكون عضواً فيه، «لأنه سيمنعنا من عقد اتفاقات مع دول أخرى». لكن دعوة جونسون الى اتحاد البريطانيين وتمسكه ب «طلاق بأي ثمن» مع بروكسيل لن تلقى تجاوباً كبيراً، حتى من بعض زملائه في الحكومة الذين يستعدون لخوض معركة معه فى مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وبينهم وزير الداخلية أمبر رود، ووزير الخزانة فيليب هاموند الذي يرغب فى الاحتفاظ بعلاقات اقتصادية وثيقة مع بروكسيل، وسيزور عواصم أوروبية هذا الأسبوع لمناقشة تأثير «بريكزيت» في الخدمات المالية. ورأى المستشار في الاتحاد الأوروبي تشارلز غرانت، أن جونسون «محق في الاستشهاد برغبة الآباء المؤسسين للسوق المشتركة في توحيد القارة عبر تحقيق تكامل اقتصادي، ما يحتّم إزالة الحواجز أمام حرية تنقّل الأفراد والتجارة والخدمات، والاعتراف بالتشريعات وتوحيد المعايير، وهو ما يسمح للشركات البريطانية بالازدهار في مجالات الخدمات المصرفية والاستشارات والإعلام والاتصالات والطاقة والطيران». وتابع: «الغرض الأساس للاتحاد الأوروبي قد يكون سياسياً، لكن لا يمكن أن يزدهر أو يتكامل من دون اعتماد سياسات ليبيرالية في الداخل والخارج». وفيما يبدي نواب محافظون في بريطانيا غضبهم من تلويح بروكسيل بفرض عقوبات على لندن خلال الفترة الانتقالية التي تلي خروج بريطانيا المقرر في 29 آذار (مارس) 2019، حذر الناطق باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو من أن «معاقبة بريطانيا او إذلالها في إطار بريكزيت سيكون أسوأ ما يمكن فعله، وقد يعزز المشاعر المعادية للأوروبيين في دول كثيرة ستشهد انتخابات خلال سنة». وأضاف: «انسحاب أي بلد يشكل فشلاً للاتحاد والبلد المنسحب. يجب تجنّب المعاقبة او الإذلال، لكننا نحتاج الى الحزم والقول إننا سنمارس صلاحياتنا». وخلال زيارته بريطانيا في كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن اتفاقاً خاصاً بين لندنوبروكسيل «ممكن، لكن يجب الحفاظ على السوق الواحدة ومصالحنا المشتركة».