أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن «مؤتمر روما الذي سيعقد في 15 آذار (مارس) المقبل، فرصة تاريخية لوضع قواعد عملية للأمن في لبنان نحصل فيها على حاجاتنا العسكرية من أجل مستقبل آمن، ليس للبنان فقط بل للعالم كله»»، وقال: «نتطلع إلى اليوم الذي يصبح فيه السلاح غير الشرعي، بإمرة الدولة وحدها، وإلى اليوم الذي يعود فيه الجيش اللبناني إلى ثكناته، للقيام بدوره المركزي في حماية حدود الوطن. وتبقى قوى الأمن وحدها المسؤولة عن الأمن في لبنان». وكان عقد في السراي الكبيرة أمس، وبدعوة من رئاسة الحكومة، وبرعاية مجموعة الدعم الدولية للبنان، الاجتماع التحضيري للمؤتمر الوزاري الرفيع المستوى الذي سيعقد في روما لدعم الجيش والقوى الأمنية والعسكرية، بمشاركة ممثلين عن جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و»يونيفيل» ونحو 40 دولة، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وعدد كبير من ضباط قوى الأمن والجيش والقوى الأمنية وملحقين أمنيين وعسكريين. وتم في الاجتماع الذي استهل بجلسة رأسها المشنوق عرض للخطة الاستراتيجية الخمسية لقوى الأمن، والخطوط العريضة لها. وأوضح وزير الداخلية «أن الخطة الخمسية التي نتقدم بها اليوم، هي خطة تطويرية لتعزيز مهنيتها ودورها ولتمتين ثقة اللبنانيين بدولة القانون». ولفت الى أن في «لبنان قصة نجاح أمني حقيقية، استطاعت تجنيب لبنان تمدد حرائق المنطقة، وما أكثرها، على رغم وجودنا على تماس مباشر مع الحروب والمشاريع التوسعية الإقليمية المحيطة بنا. وعلى رغم استضافة لبنان لمليون ونصف المليون نازح من جحيم الحرب السورية، ما حتم علينا مواجهة تحديات أمنية مستجدة ومعقدة». وقال: «خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط، استطاعت قوى الأمن الداخلي توقيف أكثر من ثلاثمئة مشتبه به بجرم الإرهاب وتفكيك أكثر من ستين خلية إرهابية، وعملت من دون كلل أو ملل، إلى جانب الجيش اللبناني والأمن العام، لحفظ أمن وسلامة لبنان ومواطنيه»، لافتاً إلى أن «شعبة المعلومات من أفضل الأجهزة الاستخبارية اللبنانية التي عملت لسنوات طويلة مضت، ومستمرة في التنسيق مع معظم الأجهزة المماثلة لعملها في مختلف دول العالم». وأشار إلى أن «هذا العمل التأسيسي المتكامل هو ثمرة تعاون مع عدد كبير من أصدقاء لبنان المانحين وعلى رأسهم المملكة المتحدة، والذين نتطلع إلى المزيد من التعاون معهم في المستقبل القريب والبعيد». الجلسة الثانية ثم عقدت الجلسة الثانية للاجتماع، بمشاركة وزيري الداخلية المشنوق والدفاع يعقوب الصراف وأعضاء مجموعة الدعم، وتم خلالها عرض الخطة الخمسية للجيش والتي سترفع الى مؤتمر روما. وقال المشنوق: «انتهى الاجتماع مع سفراء الدول المعنية بالمؤتمر، وقد تأكدت ثلاثة أمور، الأول هو أن مؤتمر روما سيعقد في 15 آذار وهو موعد نهائي، وقد أعلن ذلك السفير الإيطالي لكل الحاضرين. الأمر الثاني، تم عرض استراتيجية خمسية لقوى الأمن والهدف الرئيس منها هو ترسيخ مبدأ الدولة القوية القادرة والعادلة، التي هي وحدها مسؤولة عن أمن كل اللبنانيين والوحيدة التي يمكنها أن تستخدم القوة على في كل المجالات. الأمر الثالث، من خلال هذه الخطة التي يشكل الجيش فيها شريكاً رئيسياً وأساسياً، وهو عرض استراتيجيته للسنوات الخمس المقبلة أيضاً، نؤكد إصرار لبنان على مسؤوليته في تنفيذ كل القرارات الدولية سواء ال1701، أو أي قرار دولي آخر يحمي الاستقرار واللبنانيين من أي مخاطر عسكرية قد تتأتي لأي سبب». وعما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستشارك في المؤتمر، أجاب: «ليس هناك أي دولة عربية رفضت، ربما قد تكون بعض الدول تمهلت في الإجابة ولكن لم ترفض أي دولة عربية الحضور. أن تعيين الموعد في 15 آذار يؤكد أن هناك أجواء إيجابية حيال حضور كل الدول التي يقال إنها لن تحضر وإلا لما حدد الإيطاليون موعداً بشكل نهائي». «وهل سيؤكد مؤتمر روما سياسة الناي بالنفس لدى الحكومة؟» أجاب: «بالتأكيد سيكون هناك كلام سياسي، فنحن في الحكومة سياستنا واضحة وإذا كان هناك من نقاش سيكون حول سياسة الحكومة، لأن النأي بالنفس يحتاج أيضاً إلى حماية أمنية وقدرة للقوى الأمنية على أن تسيطر على كل الأراضي اللبنانية. وهذا المؤتمر هو واحد من مؤتمرين سياسيين، إذ سيأتي بعده مؤتمر «سيدر-1» الذي سيتم خلاله البحث بالشان السياسي بشكل أوسع بكثير من مؤتمر روما». وأكد الصراف أن مؤتمر روما «ليس مؤتمراً خلافياً والهدف منه دعم القوات المسلحة اللبنانية تقويتها، وحاجة المجتمع الدولي لتثبيت الاستقرار الأمني في لبنان متفق عليها من الجميع». أما السفير الإيطالي لدى لبنان ماسيمو ماروتي فقال: «نشارك لبنان رؤيته في الحفاظ على استقراره ونتطلع إلى المؤتمرين الآخرين الداعمين للبنان». وكانت التحضيرات الجارية لمؤتمر روما الخاص بدعم الجيش والأجهزة الأمنية، مدار بحث أمس بين قائد الجيش جوزف عون في مكتبه في اليرزة، مع سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر بعد مشاركتها في اجتماع السراي.