انطلق في الكويت أمس، المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق وسط مشاركة دولية واسعة ودعم كويتي لافت. وأعلنت بغداد عن حاجتها إلى 88.2 بليون دولار لتنفيذ مشاريع الإعمار، فيما قدمت منظمات دولية غير حكومية وجمعيات إغاثية عالمية وكويتية تعهدات بقيمة 330 مليون دولار أميركي كبرامج إغاثية وتنموية للشعب العراقي. ويسعى المؤتمر الذي يعقد برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى جمع التبرعات لإعادة إعمار المدن التي تضررت بسبب الحرب التي تكللت بالانتصار على تنظيم «داعش». كما تأمل الكويت بتأمين المساهمات والمساعدات اللازمة لهذه العملية. وترك المؤتمر المجال مفتوحاً أمام شركات القطاع الخاص للمساهمة في إعادة الإعمار، إلى جانب مشاركة البنك الدولي بصفته مساهماً رئيساً فيه، وذلك بغرض توفير الضمانات الاستثمارية المطلوبة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في تنمية العراق. وقال مسؤول عراقي بارز أمس، إن بلاده تحتاج إلى 88.2 بليون دولار لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وذلك بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب على «داعش». وأكد وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي، أن «هذه الكلفة تستند إلى دارسة أجراها خبراء عراقيون ودوليون»، لافتاً إلى أن «الحجم الكلي للأضرار والخسائر بالعراق بلغ 45.7 بليون دولار»، فيما كشف المدير العام في وزارة التخطيط العراقية قصي عبدالفتاح أن «بلاده في حاجة إلى 22 بليون دولار بشكل فوري». وتعهدت منظمات كويتية إنسانية غير حكومية أمس، بتقديم 50 مليون دولار من أجل جهود إعادة الإعمار، كما تعهدت منظمات غير حكومية دولية وجمعيات إغاثية بتقديم 330 مليون دولار. ويتزامن المؤتمر الذي تستضيفه الكويت مع النجاحات الأمنية التي تحققت في الحرب على تنظيم «داعش»، وسيسعى ضمن أهدافه إلى إقامة مشاريع تنموية وإنسانية كفيلة برعاية ضحايا الحرب وإعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد. كما سيركز المؤتمر في جلساته على تهيئة البيئة المناسبة للاستثمار، إذ سيتم عرض 212 مشروعاً استثمارياً لجميع قطاعات الاقتصاد العراقي ومنها مشاريع في إقليم كردستان. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد، إن «مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي جاءت على أعلى مستوى وتضم كل الدول الأعضاء في مجلس التعاون». وتشارك إيران بشكل واسع في المؤتمر، وقال الصباح إن «مشاركتها أمر طبيعي، فهي دولة كبرى ومهمة ولديها علاقات قوية مع الحكومة العراقية». وأمل بأن «تساهم مشاركتها في دعم الاستقرار في المنطقة». إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، إن «مؤتمر الكويت سيشكل انطلاقة باتجاه عراق آمن ومستقر»، داعياً إلى حشد الدعم الدولي للاستثمار في بلاده من خلال المؤتمر. وأشار إلى أن «بغداد تتجه إلى الانفتاح على المستويين الإقليمي والدولي وفق رؤية جديدة».