قال رئيس الحكومة، التي تقودها «حماس» في غزة، إسماعيل هنية إن الدولة الفلسطينية الموعودة لا يمكن أن تأتي من بوابة المن الأميركي أو الغربي. واتهم للمرة الأولى مباشرة نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بمحاصرة قطاع غزة، داعياً الفلسطينيين الى احترام سيادة مصر على أراضيها. وأضاف هنية، خلال افتتاح نصب تذكاري في ميناء غزة البحري أمس للشهداء الأتراك التسعة الذين سقطوا على متن سفينة «مرمرة» احدى سفن «أسطول الحرية 1»، أن «الدولة تتحقق بصمود هذا الشعب وبدمه وجهاده وتضحياته ومقاومته الباسلة ودعم شعوب الأمة العربية والإسلامية». وأشار الى ما أطلق عليه «التحالف الثلاثي» الذي كان يضم ايران وتركيا ومصر و «يحمي الاحتلال» الاسرائيلي، معتبراً أنه «بدأ يتهاوى منذ زمن طويل». وقال إن «إيران خرجت من هذا التحالف منذ عقود من الزمن»، وأن «تركيا بقيادتها الجديدة وسياستها المعتمدة على حفظ كرامة الأمة بدأت تخرج عملياً من هذا التحالف الذي كان يعتمد عليه الاحتلال، وأخيراً الثورة المصرية أذهبت نظاماً للأسف عاش عقوداً من الزمن لخدمة السياسة الأميركية والإسرائيلية». وتوقع أن يكون «مستقبل الاحتلال في ظلام دامس، وان تشهد المنطقة خيراً كثيراً لقضية فلسطين وشعوب هذه المنطقة» بعد الثورات العربية. وأزاح هنية بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الستار عن قطعة رخام تحمل أسماء شهداء أسطول الحرية التسعة، قريبة من نصب تذكاري يشبه الى حد بعيد النصب الذي كان ينتصب في ميدان اللؤلؤة في المنامة. ويتألف النصب من قاعدة من تسعة أضلاع كتب أسم شهيد على كل ضلع الى جانب علمي فلسطين وتركيا، اضافة الى تسعة أشرعة تحمل الكرة الأرضية. وقال هنية: «نزيح اليوم الستار لنكتشف مرحلة جديدة، ونسدل الستار عن مرحلة مظلمة، كان للاحتلال فيها اليد العليا، واليوم شعوب المنطقة هي التي تقرر، وما عادت تنتظر إشارة أو إذناً من أميركا». وأشاد هنية بدور تركيا ومواقفها المشرفة مع الشعب الفلسطيني، معتبراً أن «تركيا اليوم في قلب الصورة وهذا الحدث الكبير، وأصبحت في تفاصيل السياسة اليومية، وفي اهتماماتنا نحن هنا على أرض فلسطين». وثمن موقف مصر بعد قرارها فتح معبر رفح البري على رغم الضغوط الأميركية والإسرائيلية الشديدة، معتبراً أن «هذا القرار تعبير عن إرادة حرة وتؤكد سيادة مصر على المعبر، ويعني عودة مصر كثقل استراتيجي في دعم القضية الفلسطينية». وشدد على أن «الشعب المصري، الذي لم يشارك يوماً في حصار غزة بل شارك فيه الحكم المصري، هو الذي يقرر اليوم ولا يقبل إملاءات من أحد». وأبدى استغرابه من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «لمنع سفن أسطول الحرية من التحرك تجاه غزة». وقال «كنا ننتظر أن يدين مون الحصار على غزة، ويقدم قادة الاحتلال إلى محكمة العدل الدولية وتجريمهم، ومساعدة الشعب الفلسطيني»، ودعاه الى «التراجع» عن تلك التصريحات. وأضاف «اليوم على أرض غزة المباركة وعلى ضفاف بحرها الذي يتدفق موجه حاملاً الحياة والعزة والكرامة، وفي هذه المناسبة التي تحمل الألم والأمل نحيي شهداء أسطول الحرية وذويهم الذين يعيشون الألم والفخر، ونحن نتابعهم وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويلوحون فيها في كل مناسبة في تركيا التي تساهم أيضاً الى جانب الدماء الزكية للشهداء في معركة تحرير فلسطين وكسر الحصار».