دعا «صندوق مكافحة الفساد»، التابع للمعارض الروسي أليكسي نافالني، النيابة العامة الروسية إلى التحقق من معلومات وردت في تقرير أثار ضجة كبرى في روسيا، تضمّن تسجيلات مصورة يظهر فيها نائب رئيس الوزراء سيرغي بريخودكو في رحلة استجمام على يخت البليونير أوليغ ديريباسكا، في حضور «بائعات هوى». ونقلت صحيفة «فيدومستي» عن مصادر مقرّبة من نافالني أن الصندوق سيوجّه طلباً خطياً مشابهاً إلى إدارة مكافحة الفساد التابعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة الى أن الطلب سيتضمّن معلومات عن «تجاوزات وظيفية محتملة من بريخودكو»، من خلال تمضيته رحلة استجمام، بين 5 و7 آب (أغسطس) 2017، على يخت «إيلدين» المملوك لديريباسكا. ولفت التقرير إلى أن بريخودكو أمضى العطلة برفقة بائعات هوى. ويعتبر أنصار نافالني أن ما فعله بريخودكو يخالف القوانين الروسية وتعديلاتها في شأن محاربة الفساد، ويعرّضه ل «مساءلة قانونية». وتحظر التشريعات الروسية على المسؤولين الحكوميين تلقي هدايا وهبات مادية أو عينية. ويتضمّن التحقيق الذي أعدّه صندوق نافالني أيضاً، شهادات وصوراً وتسجيلات مصورة نشرتها عارضة الأزياء ناستي ريبيك، التي أعدت كتاباً عن كيفية إغواء الأوليغارشيين وحيتان المال. وتابع أكثر من مليونين ونصف مليون، تسجيلاً مصوراً نشره نفالني على موقع «يوتيوب»، بدا فيه أن بريخودكو يظهر على يخت ديريباسكا الذي يهيمن على تجارة الألمنيوم في روسيا، إذ يمتلك مؤسسة «روسال»، أضخم شركة ألمنيوم في العالم. وفي إحدى اللقطات يُسمع الرجلان وهما يتكلمان عن العلاقات المتوترة بين الولاياتالمتحدةوروسيا. ويُعتبر بريخودكو من أبرز المشرفين على السياسة الخارجية الروسية منذ نحو 20 عاماً، وشغل مناصب حكومية في عهد بوتين والرئيس السابق بوريس يلتسين. وهدّد ديريباسكا باللجوء إلى القضاء، إذ كتب على تطبيق «إنستغرام»: «انتشرت على مواقع التواصل ووسائل الإعلام اتهامات باطلة، تزعم أني ارتكبت أفعالاً تخالف القانون. هذه الأقاويل تستهدف المسّ بصورتي وسأدافع عن شرفي وكرامتي في محكمة». وردّ نافالني متهكماً، في تعليق على حساب ديريباسكا، إذ كتب: «هل تنفي استخدام طائرتك الخاصة لنقل بريخودكو إلى الميناء، أم وجوده على يختك، أم الحصول على خدمات ست فتيات للترفيه». واضطُر ديريباسكا إلى إغلاق المجال للتعليق. أما بريخكودكو فأصدر بياناً ورد فيه: «الخائب (نافالني) يحاول مرة أخرى القيام باستفزاز»، علماً أن المعارض الروسي اتهم بريخودكو بامتلاك شقق فخمة في موسكو وقصر خارج العاصمة الروسية. ويسعى نافالني إلى تسليط الضوء على العلاقة بين مسؤولين روس وأوليغارشيين، في ملف يؤذي سمعة بوتين، قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة في 18 آذار(مارس) المقبل، والتي مُنع نافالني من خوضها نتيجة صدور حكم قضائي في حقه، يعتبره مفبركاً. ويأمل أنصار نافالني بأن يلقى بريخودكو مصير المدعي العام الروسي السابق يوري سكوراتوف، الذي أُقيل من منصبه عام 1999 بعد تسريب تسجيل مصوّر ظهر فيه عارياً برفقة فتيات في ساونا في موسكو. ويقود نافالني حملة لكشف الفساد، ونشر تحقيقات عن تورط مسؤولين حكوميين بارزين بهذا الأمر، بينهم رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف.