أعلنت رئاسة أركان الجيش الروسي انها أجرت اتصالات مع قادة عسكريين في الحلف الأطلسي، هي الأولى منذ وقف التعاون بين الجانبين بعد اندلاع النزاع الأوكراني عام 2014. وأشارت وزارة الدفاع الروسية الى اتصال هاتفي أمس، بمبادرة من «الأطلسي»، بين رئيس اركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف ورئيس اللجنة العسكرية للحلف التشيخي بيتر بافل. وأضافت أن الجنرالَين رأيا «ضرورة اتخاذ اجراءات متبادلة لتهدئة التوتر وإرساء استقرار في أوروبا»، علماً أن غيراسيموف أعرب عن قلق روسيا إزاء «تعزيز النشاط العسكري للأطلسي قرب حدودها»، وأبلغ بافل بالتدريبات العسكرية التي تعتزم موسكو تنفيذها. على صعيد آخر، فجّر المعارض الروسي أليكسي نافالني سجالاً قوياً، بعد نشره تفاصيل عمّا وُصف ب «فضيحة فساد جديدة» طاولت رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، المُتهم بامتلاك عقارات ويخوت ومراكمة ثروة خرافية عبر «صفقات مشبوهة عقدها مع حيتان مال بارزين». ونشر «صندوق مكافحة الفساد» الذي يديره نافالني تقريراً تضمّن نتائج دراسة أظهرت امتلاك مدفيديف عقارات باهظة الثمن، في روسيا وخارجها، اضافة الى يخوت فارهة، ومزارع وأموال أخرى غير منقولة، أفاد التقرير بأن رئيس الوزراء حصل عليها بموجب صفقات عقدها مع «حيتان مال» خلال توليه مناصب حكومية. وأشار التقرير الى أن مدفيديف «حرص على تمويه نشاطه المالي»، مضيفاً أن كل العقارات والأصول التي يمتلكها مُسجلّة بأسماء أفراد من عائلته وشخصيات مقرّبة منه تدير مشاريع تجارية أو مالية. ورفضت الناطقة باسم الحكومة الروسية ناتاليا تيموكوفا «التعليق على ادعاءات وحملات ترويج من شخص لديه سوابق جنائية»، في إشارة الى إدانة نافالني بتهم فساد وصدور حكم بسجنه مع وقف التنفيذ. لكن هذا التطور يشكّل منعطفاً في نشاط نافالني الذي نشر خلال السنتين الماضيتين تقارير مشابهة عن ثروات راكمها مسؤولون مقرّبون من الرئيس فلاديمير بوتين في شكل غير شرعي. ولم تُثرْ حول مدفيديف شبهات فساد خلال توليه الرئاسة بين عامَي 2008 و2012 أو بعدها، عندما تولى منصب رئيس الوزراء. وبرز سياسياً «ليبرالي التوجّهات»، يدعو الى تحسين أداء الاقتصاد الروسي والقضاء على الفساد المستشري فيه. وربطت أوساط روسية نشر التقرير ضد مدفيديف بسعي نافالني الى توسيع نشاط «صندوق مكافحة الفساد» وإبراز أن «جميع أركان السلطة غارقون في الفساد، ولا فرق بين صقور او حمائم»، وفق تعليقات معارضين. لكن محللين أشاروا إلى أن توقيت نشر التقرير مرتبط باقتراب انطلاق الحملات التحضيرية لانتخابات الرئاسة المرتقبة ربيع العام المقبل، وكان نافالني أعلن ترشحه للرئاسة، علماً انه يخوض الآن معركة قضائية لإثبات براءته من التهم «السياسية» الموجهة اليه. واعتبر نواب روس انه يسعى الى «تلطيخ أركان السلطة»، لتعزيز فرصه في الترشح، لافتين الى أن استهداف مدفيديف «البعيد من الأضواء والذي لم تَحُمْ حوله شبهات فساد في السابق، يشكّل ضربة جديدة لسمعة الفريق المقرّب من بوتين» قبل الاستحقاق الانتخابي.