أطاحت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا أمس (الإثنين) بالمعارض أليكسي نافالني من خوض انتخابات الرئاسة العام القادم، موضحة في مسوغات حكمها أنه غير مؤهل بسبب إدانة جنائية سابقة، فيما رأى مراقبون أن الحكم ضد نافالني الذي دعا أنصاره لمقاطعة الانتخابات، يندرج في إطار محاولات الحزب الحاكم إبعاد نفالني عن الترشح أمام بوتين، وقد يجد مخرجا قانونيا للتعامل معه. وقد برز المحامي نافالني (41 عاماً)، كأحد المنافسين للرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، وتعود شهرة نافالني كسياسي على المستوى الشعبي إلى عام 2008 بعد أن أصبحت مدونته الشخصية مشهورة على مستوى البلاد، بحيث صارت صوتاً للمعارضة، وكان ينشرها على موقع «لايف جورنال». ويحظى نافالني الآن بدعم غير مسبوق لمنافسة بوتين الأطول رئاسة في تاريخ روسيا بعد ستالين، بعد أن أعلن المعارض الشاب أنه قد حصل على التوقيعات المطلوبة لإكمال ترشحه للرئاسة، فمن هو هذا الرجل الذي قد يصبح الرئيس القادم لروسيا، إذا ما جرت انتخابات نزيهة، كما يقول؟ وهل يقلب المعادلة ويطيح ببوتين من سدة الرئاسة في الانتخابات القادمة؟ استمر نافالني في انتقاد سياسات بوتين طيلة سنوات عدة خلت، كما تصدر طليعة المعارضين لسياسات بوتين وإدارته السياسية، لاسيما بعد اغتيال بوريس نيمتسوف المعارض السابق الذي كان قد شغل منصب نائب رئيس الوزراء عام 1998 وترأس المعارضة الروسية في 2012 قبل مقتله في 27 فبراير 2015. وعرف نافالني بنقده الصريح لمزاعم بالفساد والتلاعب في السلطة من قبل بوتين وأتباعه، ومنذ أن شهرته مدونته للجمهور في 2008، ظل مصدراً لهم إلى اليوم في تبصر الحقائق داخل البلاد، ويرى فيه الكثيرون تفضيلا عن بعض وسائل الإعلام المحلية. اعتقل نافالني مرات عدة بتهم الاختلاس والاحتيال آخرها في أكتوبر الماضي لمدة عشرين يوماً، وهي التهم التي يصر على نفيها، معتبرا أن ذلك لا يعدو إلا نوعاً من المضايقات السياسية من قبل سلطة بوتين التي يعارضها.