كابول، موسكو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اقترحت قيادة حركة «طالبان» الأفغانية أمس، التعاون مع قوات الحلف الأطلسي (ناتو) للتحقيق في مسألة مقتل مدنيين، وذلك بعد أيام على اتهام الأممالمتحدة الحركة بمسؤوليتها عن الجزء الأكبر من الخسائر البشرية. واقترحت قيادة «طالبان» في بيان تشكيل «لجنة تضم ممثلين خاصين من منظمة المؤتمر الإسلامي ووكالات الأممالمتحدة لحقوق الإنسان وقوات الحلف الأطلسي وإمارة أفغانستان الإسلامية، للتحقيق في الخسائر في أنحاء البلاد»، مشيرة الى أن هذه اللجنة ستملك حق دخول المناطق الخاضعة لسيطرتها. لكن «الناتو» رفض تشكيل هذه اللجنة، وقال الناطق باسمها الجنرال جوزف بلوتز: «لا حاجة الى لجنة مشتركة. نعرف الوضع وندرك جيداً الفارق بين السلوك الذي تدعي طالبان اتباعه والواقع»، علماً انه أقر أول من أمس بقتل جنوده خمسة مدنيين خلال ضربات جوية استهدفت متمردي «طالبان» في منطقة لشكرجاه بولاية هلمند (جنوب)، وذلك بعد تعرض قواته لإطلاق نار كثيف. وأصدر قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس في الأول من الشهر الجاري توجيهات جديدة للعسكريين المنتشرين في أفغانستان تدعوهم الى «مضاعفة» الجهود لتجنب سقوط قتلى مدنيين. في المقابل، رحبت المنظمة الأفغانية للدفاع عن حقوق الإنسان «أفغانستان رايتس مونيتور» بمبادرة طالبان، وطالبت الحكومة الأفغانية والأممالمتحدة بالاستجابة لهذا الاقتراح، فيما دعت «طالبان» الى «تقديم ضمانات عملية لأمن المحققين وتأكيدات بأنهم لن يتعرضوا لمضايقة أو تهديد أو عنف حتى إذا وجه المحققون اتهامات الى عناصرها». وكان مكتب بعثة الأممالمتحدة في كابول أكد في تقرير أصدره الثلثاء الماضي أن أكثر من 1200 مدني قتلوا في النصف الأول من السنة الحالية بزيادة 25 في المئة مقارنة بعام 2009. وأشار الى أن المتمردين يقتلون عدداً من المدنيين أكبر بسبع مرات من أولئك الذين يسقطون بنيران القوات الدولية والأفغانية، وحملهم مسؤولية ثلاثة أرباع العمليات التي تؤدي الى سقوط قتلى أو جرحى. أما «طالبان» فوصفت التقرير بأنه «دعاية إعلامية». ورجم عناصر من الحركة رجلاً متزوجاً في الخامسة والأربعين من العمر وشابة في الثالثة والعشرين حتى الموت في منطقة إمام صاحب بولاية قندوز (شمال)، بعدما دانهما مجلس قضاء تابع للحركة بأنهما حاولا الهرب. ويحقق متمردو «طالبان» منذ سنتين تقدماً في مناطق شمال أفغانستان التي كانت مستقرة سابقاً. ويطبق قضاة تابعون لها تفسيراً صارماً جداً للشريعة الإسلامية. وأعدمت الأسبوع الماضي أرملة حاملاً باطلاق الرصاص عليها بعد اتهامها بالزنى، لكن قيادة «طالبان» نفت مسؤوليتها، علماً أن الحركة ليست متجانسة، ويمكن أن تنفذ مجموعات صغيرة فيها تحركات مستقلة عنها. وفي ولاية قندوز أيضاً، أعلنت قيادة «الأطلسي» مقتل قائد خلية لتنظيم «القاعدة» تعتقد بأنه تولى مسؤولية تدريب مهاجمين انتحاريين في غارة جوية الأسبوع الماضي. وأوضحت أن الغارة شنت في أعقاب هجوم شنه المتمردون على مركز للشرطة. وفي ولاية قندهار (جنوب)، ضبطت الشرطة الأفغانية نحو 17 طناً من نترات الأمونيا، المكون الأساسي لصنع قنابل تزرع على الطرق وتعد من الأسلحة الرئيسية التي يستخدمها المتمردون ضد القوات الأفغانية والأجنبية، مع إحصاء قتلها نحو 60 في المئة من عدد الجنود الأجانب الذين سقطوا خلال السنوات الثلاث الماضية. ويعتبر اكتشاف مخابئ لمواد تستخدم في صنع قنابل أمر معتاد، لكنه الأكبر منذ حظر المادة الكيماوية في وقت سابق من العام الحالي، علماً أن أربعة مشبوهين اعتقلوا بينهم باكستانيان. على صعيد آخر، أعلن الكرملين أن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري سيلتقيان غداً الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في سوتشي جنوبروسيا. وسيشارك الرئيس الطاجيكستاني إمام علي راخمانوف في هذا اللقاء في المقر الصيفي لميدفيديف على شاطئ البحر الأسود. ويتوقع أن تعقد لقاءات ثنائية تجمع مدفيديف مع كل من زرداري وكارزاي.