أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل اليوم (الجمعة)، بأنه سيتعين عليها تقديم «تنازلات كبيرة» من أجل السلام مع الفلسطينيين، على رغم اتهامهم لأحد مبعوثيه إلى الشرق الأوسط بالتسبب في تعثر الجهود الديبلوماسية بسبب ما يرونه تحيزاً لإسرائيل. وأثار اعتراف ترامب في السادس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي بالقدس «عاصمة لإسرائيل» غضب الفلسطينيين الذين قالوا إنهم يتطلعون إلى قوى عالمية إضافية يمكنها أن تلعب دور الوساطة. وفي حديث لصحيفة إسرائيلية أذيعت منه مقتطفات قبل نشره بالكامل بعد غد، وصف ترامب قراره في شأن القدس بأنه «نقطة مهمة» في عامه الأول في الرئاسة. ولم تستبعد اللغة التي صيغ بها إعلان ترامب وجوداً للفلسطينيين في المدينة التي يريدون قسمها الشرقي عاصمة لهم. وكانت إسرائيل احتلت القدسالشرقية في حرب 1967 وضمتها إليها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقال ترامب لصحيفة «إسرائيل هيوم» اليومية في تصريحات نشرت بالعبرية: «أود أن أوضح أن القدس هي عاصمة إسرائيل. وفيما يتعلق بالحدود، سأؤيد ما يتفق عليه الجانبان فيما بينهما». وأضاف من دون الخوض في التفاصيل: «أعتقد أنه سيتعين على الجانبين تقديم تنازلات كبيرة من أجل إمكان التوصل إلى اتفاق سلام». وتزامن الحديث الصحافي مع أنباء عن توتر جديد بين الفلسطينيين والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان في أعقاب مقتل مستوطن يهودي على يد فلسطيني. وبعد مقتل المستوطن طعناً الاثنين الماضي، قال فريدمان في تغريدة على «تويتر» إنه سبق له التبرع بسيارة إسعاف إلى مستوطنة القتيل وإنه يصلي من أجل عائلته مضيفا أن الزعماء «الفلسطينيين أشادوا بالقاتل». وأثار ذلك انتقاد السلطة الفلسطينية. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان إن تصريحات السفير الأميركي «تدفعنا للتساؤل حول علاقة السفير بالاحتلال.. هل هو ممثل أميركا أم إسرائيل؟». وأضاف: «نصائح واستشارات السفير هي التي أدت إلى هذه الأزمة في العلاقات الأميركية - الفلسطينية والتي لا تهدف لتحقيق سلام عادل قائم على أسس الشرعية الدولية». وفريدمان من كبار مستشاري ترامب الذين شجعوا على القرار الخاص بالقدس وساهم من قبل في قضايا تتعلق بالمستوطنين. وبالإضافة إلى القدسالشرقية، يريد الفلسطينيون الضفة الغربيةالمحتلة لإقامة دولة في المستقبل ويعتبرون المستوطنات اليهودية هناك عقبة كبيرة.