في ظل الممارسات الخاطئة لكثير من وسائل الإعلام أكد مدير الإعلام في قناة «العربية» ناصر الصرامي أهمية الالتزام ب«ميثاق الشرف الإعلامي»، ، لكنه أشار إلى أنه وعلى رغم حرص كثير من المؤسسات الصحافية والإعلامية على إيجاد ميثاق خاص بها يتضمن أدبيات وأخلاقيات ممارسة المهنة، ويضع أحياناً قاموساً خاصاً بمفردات وشكل التحرير الخاص بها يميزها عن سواها، إلا أنه لا يطبّق في كثير من الأحيان، وأصبح وجوده نوعاً من أنواع البرستيج فقط». وأوضح أنه «لا توجد قوة على الأرض يمكنها تطبيق هذا الميثاق، أو إلزام أحد بتطبيقه، لأنه مجموعة من البنود الأدبية التي تنظم الممارسة المهنية للإعلامي، وشهدنا محاولات كثيرة في العالم العربي لفرض تطبيق مواثيق أخلاقية متعددة وملزمة للإعلامي العربي أينما كان، لكنها لم توفّق». الصرامي أوضح أن ما نشهده أحياناً من انقلاب الصحافي أو الإعلامي على مؤسسته التي كان ينتسب إليها، أو توجيهه عدداً من الاتهامات إليها، لا علاقة له بمواثيق الشرف، لسبب بسيط هو أن هذا الأمر مجرد سلوكيات تمثل «انعكاساً لطبيعة وشخصية وثقافة ومهنية الإعلامي، وغالباً ما يكون رد فعله هذه ناتجاً من شعور بالغضب أو الإحباط، أو خاضعاً لمبدأ العرض والطلب، لكن في الأخير هناك مؤسسات وهناك إعلاميون وصحافيون، وجميعهم يمثلون ما يمكن وصفه بالسوق الإعلامية، التي تتشكل وفق ظروف وسياسات ومناخ وحراك عام في المجتمع، وما يميّز هذه السوق عن سواها هو أنها مكشوفة ومرصودة ومتابعة من الجميع، وليست سوقاً مغلقة على من فيها، وأي حراك فيها أرى أنه في الأخير دليل على نشاط وقوة هذه السوق». مضيفاً أن «الأداء الإعلامي ومعطيات هذا الأداء تتغير بسرعة مذهلة، خصوصاً مع انضمام وسائل جديدة مثل شركات الاتصالات وموقع «تويتر» وانتشار ظاهرة ما يعرف ب «الصحافي المواطن» وقدرته على منافسة خدمة تقديم الخبر، جميعها تُلزم بتطبيق ميثاق شرف ينظم أداء هذه الوسائل، لكنه يجب أن ينبع من داخل هؤلاء الأفراد، لأن محاولات فرضه على كثرتها لم يكتب لها التوفيق في كثير من الأحيان».