قال مسؤولون من لبنان وإسرائيل اليوم (الخميس) إن مبعوثاً أميركياً أكد لبيروت أن تل أبيب لا تسعى إلى تصعيد بين البلدين في أعقاب حرب كلامية احتدمت بينهما. وتبادل البلدان التهديدات والإدانات في شأن جدار حدودي تقيمه إسرائيل، وبسبب عطاء طرحه لبنان للتنقيب عن النفط والغاز في مياه متنازع عليها، وتدفق السلاح على جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران. وقال مسؤولون لبنانيون وإسرائيليون أن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد زار إسرائيل الأسبوع الماضي ولبنان هذا الأسبوع في مهمة وساطة. وأكد مسؤولون أميركيون الزيارتين من دون ذكر جدول أعماله بالتفصيل. وقال مسؤول لبناني، طلب عدم نشر اسمه، أنه «في ما يتعلق بزيارة المبعوث الأميركي، فإنه أجرى محادثات تتعلق بالجدار مع إسرائيل وقال إنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق ولا يوجد اتجاه للتصعيد. وأكد للبنان أن إسرائيل لا تريد التصعيد». وأوضح مسؤول إسرائيلي، طلب كذلك عدم نشر اسمه، إن «ساترفيلد كان ينقل رسائل لبيروت في شأن قضايا خلافية عدة». وأضاف أن دولتين أوروبيتين على الأقل تتوسطان فضلاً عن الولاياتالمتحدة. ووصف لبنان الجدار الحدودي الإسرائيلي بأنه «عدوان» قائلاً إنه «يمثل تعدياً على الأراضي اللبنانية». وتقول إسرائيل إن الجدار سيكون بكامله على جانبها من الحدود التي رسمتها الأممالمتحدة. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم إن «الاتصالات جارية مع دول صديقة لمنع الأطماع الإسرائيلية»، ونقل مكتبه عنه تعهده مواجهة أي اعتداء على أراضي لبنان أو مياهه. ودانت إسرائيل كذلك العطاء الذي طرحه لبنان للتنقيب عن النفط والغاز ووصفته بأنه «مستفز جداً». وأشارت إلى أن «حقلاً يعرف باسم (بلوك 9) يقع في مياهها الإقليمية»، ويقول لبنان إن منطقة الامتياز تقع بالكامل في مياهه الإقليمية. وساترفيلد معروف لدى لبنان وإسرائيل باعتباره سفيراً سابقاً في بيروت ورئيساً سابقاً لقوة حفظ السلام الدولية في صحراء سيناء المصرية، وهو الدور الذي جعله على اتصال مستمر مع مسؤولي الأمن الإسرائيليين. وقال الناطق باسم السفارة الأميركية لدى بيروت رداً على سؤال عن زيارة ساترفيلد للبنان إنه جاء «للقاء مسؤولين حكوميين للبحث في العلاقات الثنائية الأميركية- اللبنانية». وأوضح مسؤول أميركي آخر إن «ساترفيلد اجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الثلثاء».