بنغازي، لندن، تونس - أ ف ب، رويترز - كررت المعارضة الليبية التي تحتفل بمرور مئة يوم على انطلاقتها، المطالبة برحيل العقيد معمر القذافي كشرط مسبق لأي حل للازمة، في الوقت الذي ينتظر وصول الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما الى طرابلس ليعرض على الزعيم الليبي «استراتيجية للخروج». وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل مساء اول من امس في بيان: «بعد مرور مئة يوم على انطلاق هذه الثورة المباركة، نرى الانتصارات تتوالى على كافة الاصعدة على المستويين المحلي والدولي، ابتداء مما حققه ابناؤنا في مصراتة وجبل نفوسة»، الجيبين اللذين تسيطر عليهما المعارضة في شرق وجنوب غربي طرابلس ويواجهان منذ اسابيع قوات النظام. وقد انطلقت حركة التمرد على نظام القذافي في منتصف شباط (فبراير) في بنغازي والبيضاء شرقاً بعد سقوط رئيسي تونس ومصر المجاورتين زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وبعد شهر على ذلك، تدخل تحالف دولي بتفويض من الاممالمتحدة وشن حملة من الضربات الجوية ما زالت مستمرة ضد نظام القذافي. لكن يبدو ان العملية العسكرية ستطول. اذ ان القذافي مصمم على عدم التخلي عن الحكم الذي يتولاه منذ ما يقرب من 42 عاماً، وبات البحث عن مخرج في الميدان الديبلوماسي. اما التحول المهم فيتمثل في موقف روسيا الحليف التقليدي لطرابلس التي تخلت الجمعة عن النظام اثناء قمة مجموعة الثماني في دوفيل في فرنسا لتصطف الى جانب الغربيين الذين يطالبون برحيل القذافي. وقال عبد الجليل: «اود ان ارحب بالموقف الذي تبنته مجموعة الثماني، والذي اكد ضرورة رحيل القذافي... كما ارحب بالموقف المتقدم للرئيس الروسي وأؤكد اهمية دور الاتحاد الروسي في العلاقات الدولية وتطلع ليبيا المستقبل الى بناء وتوثيق العلاقات مع الاتحاد الروسي على اساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة». ويأتي هذا التصريح عشية اللقاء المقرر بين الرئيس الجنوب افريقي والقذافي، والذي يتوقع ان يركز على استراتيجية تسمح بتنحي الزعيم الليبي. لكن طرابلس ترى ان لا وساطة ممكنة غير وساطة الاتحاد الافريقي الذي قدم «خريطة طريق» وافق عليها النظام، لكن المجلس الانتقالي رفضها. وفي الوقت الذي لا يزال حلف شمال الاطلسي (الناتو) يكثف ضرباته الجوية على مواقع قوات القذافي، وتستمر الاشتباكات البرية بين الثوار وكتائب القذافي، أكد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس، لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»، ضرورة استخدام طائرات هليكوبتر في مهاجمة قوات القذافي، على رغم اعتباره «ان هناك خطراً اكبر لانها تحلق على ارتفاعات أدنى بكثير من الطائرات السريعة وطبعا بسرعات أقل... وهي اكثر عرضة للخطر. ولهذا حين اتخذنا هذا القرار بحثنا كل المتغيرات (بما في ذلك) الخطر على رجال جيشنا وهو ما يحتل دوماً أهمية شديدة». وكان مسؤولون في: «الناتو» ذكروا أن أربع طائرات هليكوبتر بريطانية مقاتلة من طراز «اباتشي» موجودة على متن السفينة «اوشن» في البحر المتوسط، فضلاً عن أربع طائرات فرنسية من طراز «تايغر» على متن حاملة الطائرات الهليكوبتر الفرنسية «تونير». وستنضم هذه الطائرات الى العملية الجوية ضد القاذي فور الانتهاء من اعدادها اللوجيستي. ويقول محللون عسكريون ان طائرات الهليكوبتر ستتيح استهداف قوات القذافي في المناطق المأهولة بمزيد من الدقة ويقلل خطر وقوع خسائر بشرية بين المدنيين. وسئل فوكس عما اذا كان واثقاً من ان القذافي سيرحل في نهاية المطاف فأجاب: «سيرجل آجلاً ام عاجلاً. والحسبة بالنسبة للمحيطين به هي الى متى سيواصلون الاستثمار في شخص سيفشل في نهاية المطاف». وفي تونس، علم ان وزير الدولة البريطاني السابق اللورد ديفيد تريفغارن اجتمع مع وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي في العاصمة التونسية. وقال احد المشاركين في الاجتماع ان اللورد تريفغارن الذي يرأس حالياً مجلس الاعمال الليبي - البريطاني ان اللقاء استمر زهاء ساعة. ورفض اوليفر مايلز، وهو سفير سابق لدى ليبيا ونائب رئيس المجلس، التعليق على سؤال عن كون الاجتماع يتعلق بمحاولات التفاوض على تسوية للصراع في ليبيا. ونفت الخارجية البريطانية مشاركة ممثلين عن الحكومة في اي وساطة في المفاوضات مع النظام الليبي في شأن وقف النار، مؤكدة «ان القذافي يجب ان يرحل كي يستطيع الشعب الليبي ان يحدد مستقبله».