لم يكن عبدالله الحربي مقتنعا بدول شرق آسيا كخيار لقضاء إجازته السنوية، ولكن الصدفة لعبت دورها ليكون أحد زوار هذه المنطقة من العالم، فبعد أن استبعد الدول الشهيرة بالسياحة العربية نظرا للأوضاع السياسية بها، أقنعه أحد مكاتب السفر بتميز السياحة الآسيوية، خصوصا في ماليزيا وإندونيسيا، مؤكدا له ارتفاع عدد العائلات السعودية المسافرة لهذين البلدين هذا الصيف. ولكونه تأخر في ترتيب حجوزاته أخبره المكتب أنه لا يمكن الحجز إلى ماليزيا بسبب عدم وجود مقاعد متاحة بشركات الطيران، وعدم وجود فنادق شاغرة، لكن المكتب سرعان ما وفر له حجزا إلى جاكرتا عاصمة إندونيسيا لتكون وجهته الصيفية هذا العام. يقول المواطن عبدالله الحربي "اعتدت السفر إلى بلد عربي كل صيف، ولكني لم أجد بلدا مناسبا بعد الأزمات التي شهدتها المنطقة، ففكرت في أن تكون أوروبا وجهتي السياحية، ولكن ترددت بعدما تذكرت مواقف بعض الدول من موضوع الحجاب، خاصة أنها الرحلة الأولى العائلية"، وأضاف "مكتب السياحة أشار علي بالسفر إلى شرق آسيا، واقترح علي ماليزيا وإندونيسيا، لكن الأولى لم أجد حجوزات إليها بسبب شدة الإقبال، أما الثانية فوجدت بها أماكن شاغرة، ففضلت السفر إليها لأكتشف بعد ذلك أنها المكان الأنسب بحق للعائلة السعودية، خاصة ذوي الدخل المحدود، لقلة تكاليفها، وتوفر أماكن ومواقع للعائلات والأطفال، والحدائق المناسبة للأجواء العائلية". وعن أبرز ما لفت انتباهه هناك قال "لا يمكن أن تمر عائلة سعودية في الشارع إلا وتصادفها مجموعة من الأطفال يرددون أغاني أو أهازيج لأندية سعودية معروفة بصوت واحد دون أخطاء، وينهون غناءهم بطلب "هدية"، حيث يطلق عدد من الأطفال على العائلة السعودية "هدية" لما تقدمه عادة من هدايا نقدية، أو عينية للأطفال والعائلات بالمنطقة، فيما تسمى بعض المحال بالمحال السعودية لشراء السعوديين جميع حاجياتهم منها". وحول الأماكن المفضلة هناك قال "تفضل العائلات السعودية قضاء أغلب أوقاتها في "بونشاك" الجبل الأخضر، الذي يتميز بتوفر ما يحتاجه السائح، إضافة إلى إتقان عدد كبير من السائقين، وموظفي الفنادق والمحلات بها للغة العربية، فيما اتخذت بعض المحال التجارية هناك أسماء تعود للمملكة مثل بقالة "السعودية" أو "مركز السعوديين"، أو "مطعم الخليج" وغيرها من المطاعم المتخصصة في تقديم الوجبات السعودية، فيما يطغى على الجبل الأخضر وفرة المساجد والمصليات المنشأة من قبل متبرعين خليجيين". وأوضح صاحب أحد مكاتب تنظيم الرحلات في إندونيسيا عبدالرحمن المرشود أن "إندونيسيا أصبحت الوجهة الأولى للسعوديين من عزاب وعائلات، وهم يفضلون قضاء أغلب أوقاتهم في منطقة الجبل الأخضر "بونشاك" لأجوائها الباردة والممطرة طيلة أيام الصيف، فيما تكون العاصمة حارة في أغلب الأوقات، ويبعد الجبل الأخضر عن جاكرتا 100 كلم، ويتجاوز السفر إليها ساعتين تقريبا. وأضاف أن "الرحلة الصيفية لشخصين تكلف قرابة 12 ألف ريال شاملة التذاكر والإقامة، وتبلغ قيمة الإقامة في فنادق بونشاك 200 ريال للغرفة في اليوم، لكن هناك من يفضل استئجار الفلل، والتي تكون بسعر 600 ريال لكن ينقصها عادة بعض الخدمات الأساسية، لذلك هي وجهة الشباب العازب غالبا". وأوضح المرشود أن "هناك عددا من الأماكن السياحية في الجبل الأخضر يمكن أن تكون وجهة للعائلة السعودية منها حديقة الحيوان المفتوحة، وحديقة الزهور والشاي، والطيران الشراعي، والشلالات السبعة، وتوجد بها عدد من الأسواق القليلة، وتعتبر خدمات المطاعم والتوصيل بالسيارات من الخدمات الجيدة التي تجدها العائلة هناك". وأضاف أن المليون روبية إندونيسي يساوي 450 ريالا تقريبا، وتتوفر في جميع المدن أجهزة صراف آلي تمكن السائح من سحب نقوده. من جهته أوضح مدير مكتب "الوكالة الذهبية" للسياحة بالمدينة المنورة أسامة العلمي أن "إندونيسيا من الوجهات التي تفضلها العائلات السعودية هذا الصيف، ويتم تأمين جميع احتياجات الرحلة من تذاكر الطيران الدولي، وحجوزات الفنادق، والاستقبال، والتوديع، والجولات السياحية، كما يمكن توفير جميع الخدمات الإضافية التي يرغب بها العميل، ويتم التنسيق حولها من خلال الوكالة ليسهل على رب الأسرة تحديد الميزانية الخاصة بالرحلة، ومعرفة جميع التكاليف قبل السفر".