تستأنف المحكمة الابتدائية في بروكسيل غداً درس ملف الاعتداء على رجال الأمن في آذار (مارس) 2016، والتي تتجاوز في أبعادها الأمنية المواجهة المسلحة، لتكشف امتداد تنظيم «داعش» في بلجيكا. وتتواصل الجلسات في غياب المتهم في الملف صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من منفذي مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً عام 2015. وقال رئيس المحكمة لوك هينارت إن «صلاح عبد السلام أبلغ المحكمة عدم رغبته في المثول أمامها في جلسة الخميس». وكان عبد السلام نُقل إلى قصر العدل في بروكسيل الاثنين، وسط إجراءات أمنية صارمة، وأُعيد في نهاية اليوم ذاته إلى سجن «فاندان لي فيي»، قرب مدينة ليل شمال فرنسا. وستستمع المحكمة غداً إلى مرافعة ممثلي أربعة من رجال الأمن أُصيبوا في المواجهة مع نزلاء الشقة المهجورة في ضاحية «فوريست» غرب العاصمة البلجيكية. وتحضر المحاكمة جمعيات ضحايا مجزرة باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وتفجيرات بروكسيل في 22 آذار 2016، علماً أن الملف الذي تدرسه المحكمة يتعلّق فقط بالاعتداء على رجال الأمن. كما سمحت المحكمة لممثلي الجمعيات، بطرح أسئلة على المتهمين، من دون حق المرافعة. واستنكر ممثلو الضحايا استراتيجية صمت اعتمدها عبد السلام، إذ وصفها رئيس جمعية «الحقيقة والإخاء 13 تشرين الثاني 2015» فيليب دي بيرون بمثابة صفعة على وجه القضاء والضحايا، إذ أن المتهم المغربي «لم يُبدِ أي ندم أو أسف». ورفض عبد السلام الاثنين الوقوف أمام المحكمة، وتحدث بإيجاز عن أنه «لا يخشاها» و»يترك أمره لله»، معتبراً أن «الصمت لا يجعل منه مجرماً أو مذنباً». ويمثل أمام المحكمة المتهم الثاني في مواجهة «فوريست»، التونسي سفيان عياري، وكان قاتل في سورية ودخل بلجيكا ضمن اللاجئين خريف العام 2015. وقُتل في المواجهة محمد بلقايد، وهو جزائري قاتل في سورية ودخل بلجيكا خلال أزمة اللاجئين صيف العام 2015. واللافت أن عبد السلام هو من نقل عياري وبلقايد من مدنية «أولم» جنوبألمانيا إلى بروكسيل، ليل 3- 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2015. واستنتجت وكيلة النيابة العامه كاثلين غروجان أن عياري وبلقايد جاءا إلى بلجيكا مبعوثَين من تنظيم «داعش»، من أجل ارتكاب عمليات إرهابية. وقالت: «واضح أن سفيان عياري وبلقايد لا تربطهما أي صلة ببلجيكا، وجاءا إليها لنشر الرعب إذا لزم الأمر». وطالبت المحكمة بالحكم بسجنهما 20 سنة، لمحاولتهما قتل رجال الأمن. وأضافت: «عندما سمعا الشرطيين يقتحمون المبنى ويعلنون صفتهم، بقي المتهمان داخل الشقة ولم يبادرا فوراً إلى الفرار، ما يقيم دليلاً على نيتهما مواجهة العدو وقتل رجال الأمن». ورأت أن عبد السلام وعياري «متشددان خطران ينتميان إلى داعش». ولم يفند سفيان انتماءه إلى التنظيم، وأكد أكثر من مرة أنه «سعى إلى العودة (من بلجيكا) إلى سورية للانخراط مجدداً في التنظيم».