تسلّمت روسيا جثمان الطيار رومان فيليبوف الذي قُتل إثر إسقاط فصائل معارضة مقاتلة جوية فوق إدلب الأسبوع الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس، أن استخباراتها نجحت بمساعدة من نظيرتها التركية في استعادة الجثمان، من دون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل. وكانت وزارة الدفاع الروسية أوضحت في وقت سابق أنها طلبت من تركيا المساعدة في استعادة حطام مقاتلتها من طراز «سوخوي 25»، التي أُسقطت بصواريخ أرض-جوّ محمّلة على الكتف. وأوضحت في بيان أنّ الدراسة التي ستجريها على حطام المقاتلة، ستساهم في كشف الجهة المتورّطة في عملية الإسقاط ومصدر الصواريخ. وتابع البيان: «من الضروري الحصول على حطام المقاتلة وإجراء دراسة دقيقة عليها، وذلك بهدف التعرّف على الجهة المتورّطة في عملية إسقاطها، ونوع الصاروخ المُستخدم ومنشئه، وكيفية دخول هذا النوع من السلاح إلى سورية». إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصادر مقرّبة من قاعدة حميميم الروسية، قولها إن في الساعات التي تلت عملية إسقاط المقاتلة، سارعت القيادة العسكرية الروسية إلى إبلاغ جنرالات حميميم ب «ضرورة اتخاذ الإجراءات الثأرية السريعة وانتقاء الأهداف من دون وضع أي اعتبار للجغرافيا». وأضافت أن هذه التعليمات «تُرجمت سريعاً عبر عملية عسكرية روسية- سورية»، موضحة أن القوات النظامية السورية «هي من تولّت تحريك وتذخير القاعدة النارية في ريف اللاذقية بشتى صنوف القذائف الثقيلة وتوجيهها لاستهداف أي تحرّك لمقاتلي جبهة النصرة». فيما تفردت «حميميم» بتنفيذ «المهمات الجوية عبر تسييرها عشرات الطائرات القاذفة ووضعها في حالة استنفار لرد الثأر وسحق الفاعلين أينما وجدوا، ما أشعل مواقع النصرة وجعلها عُرضه للضربات في ريف إدلب ومناطق متفرقة من ريفي حلب وحماة». في سياق متّصل، انتقدت وزارة الدفاع الروسية موقعاً إلكترونياً إخبارياً نشر معدلات رواتب ضباط الجيش في أعقاب إسقاط المقاتلة في سورية. وكشف موقع «فونتانكا» المستقلّ في ساعة متأخرة الإثنين أنه يمكن لأي شخص وبمساعدة معلومات بسيطة، دخول الملفات الشخصية لعسكريين، في قاعدة بيانات الوزارة على الانترنت. وأشار إلى أن «طياراً برتبة ميجور يتلقى ما معدله أكثر بقليل من 100.000 روبل (1.750 دولار) بعد اقتطاع الضرائب»، ملمّحاً إلى أن هذا كان راتب الطيار فيليبوف. وهاجمت وزارة الدفاع التقرير الذي حمل عنوان «وزارة الدفاع كشفت عن رواتب العسكريين أمام أعداء محتملين»، وقالت إنه يفتقر إلى «فهم أساسيات الآداب وأخلاقيات العمل الصحافي». في المقابل، دافع الكسندر غورشكوف رئيس تحرير «فونتانكا» عن التقرير، وأكد أن «المسألة لا تتعلق بأخلاقيات العمل الصحافي»، بل «بسلامة عسكريينا الذين يؤدون واجبهم في مختلف الأماكن حول العالم». وقال غورشكوف إنه إذ وقع عسكري في الأسر كل ما يريد معرفته خاطفوه هو تاريخ ميلاده كي يتمكنوا من الوصول إلى ملفاته على موقع وزارة الدفاع.