أعلنت روسيا اتخاذ مقاتلاتها العاملة في الأجواء السورية إجراءات بهدف حمايتها من أي هجمات صاروخية جديدة، شبيهة بتلك التي أدّت إلى إسقاط مقاتلة روسية بصاروخ محمول على الكتف في محافظة إدلب السبت الماضي. أتى ذلك فيما تكشّفت معطيات جديدة عن العملية، حيث تبيّن أن الصاروخ المستخدم لإسقاط الطائرة كان مُحمّلاً برأس حراري موجّه. وأمرت وزارة الدفاع الروسية المقاتلات من طراز «سوخوي-25» بالتحليق في الأجواء السورية على ارتفاع لا يقلّ عن 5 آلاف متر، بهدف إبقائها خارج مرمى الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف. وأفادت صحيفة « إزفيستيا» الروسية أمس، بأنّ سقف العمليات الجوية لطائرات «سوخوي-25» في سورية كان دائماً يتعدّى ال5 آلاف متر، إلا أنها حلّقت على ارتفاعات أقلّ فوق إدلب في الأيام الأخيرة الماضية، التي شهدت قصفاً روسياً مكثفاً على مناطق في إدلب، تغطية لعمليات برية قادتها القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها. وشكّلت السلطات الروسية مجموعة عمل للتحقيق في ملابسات إسقاط الطائرة، خصوصاً لجهة عدم تمكن قائد الطائرة رومان فيليبوف من إطلاق البالونات الحرارية، التي من شأنها تغيير مسار رؤوس التوجيه الذاتي المنصوبة على الصواريخ. إلى ذلك، أعلن الجنرال فلاديمير شمانوف رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، أن المقاتلة أسقطت بصاروخ ذي رأس حراري موجه. وقال شمانوف في تصريحات صحافية أمس، إنه «قبل فحص مكان الحادث من المستحيل تحديد منظومة الدفاع الجوي المحمولة القديمة ستريلا أو إيغلا أو ستينغر الأميركية»، مضيفاً: «ولكن يتضح من سقوط الطائرة أن المحرّك اليميني يحترق وهذا يعني أنه أصيب بصاروخ حراري». ولفتت وسائل إعلام روسية إلى أن قوات خاصة سورية وربما روسية تعمل في المنطقة التي قتل فيها الطيار لاسترجاع جثته وقطع من الصاروخ الذي أصاب طائرته، سعياً لمعرفة مصدره وكيفية وصوله إلى أيادي مسلّحي المعارضة. وفي انتظار أن تسفر اتصالات روسية- تركية عن تسليم جثة فيليبوف إلى موسكو، كرّمت وزارة الدفاع قائد الطائرة، ومنحته لقب «بطل روسيا». وأوضحت في بيان أمس أن «وزير الدفاع سيرغي شويغو منح نائب قائد سرب فوج الاقتحام التابع للمنطقة العسكرية الشرقية، الرائد الطيار رومان فيليبوف، الذي قتل يوم 3 شباط (فبراير) في معركة ضد الإرهابيين في سورية، لقب بطل روسيا بعد مقتله». وكشف البيان أن «بعد هبوطه بالمظلة، على مقربة من قرية يسيطر عليها الإرهابيون، خاض الرائد رومان فيليبوف حتى الدقائق الأخيرة من حياته، معركة غير متكافئة بأسلحته المتألفة من مسدس وقنبلة، ومنع الإرهابيين من التقدم»، مضيفاً: «وبعد محاصرته من جانب الإرهابيين وتعرّضه لإصابة خطرة، فجر الضابط الروسي نفسه بقنبلة يدوية عندما أصبحت المسافة بينه وبين المسلحين عدة أمتار». وأوضح أن الطائرة تعرّضت للهجوم خلال طلعة جوية لمراقبة منطقة خفض التوتر في إدلب»، مشيرة إلى أن «الطيار حاول حتى آخر لحظة الحفاظ على تحليق الطائرة في الجو وتمكن من إبلاغ القيادة عن مهاجمته بصاروخ».